الكاتب: a16z New Media
الترجمة: TechFlow
خلال اليومين الماضيين، شاركنا تحديات وفرص البناة في عام 2026 كما يراها فرق البنية التحتية، النمو، علوم الحياة والصحة، Speedrun، التطبيقات وفريق الحيوية الأمريكي.
اليوم، سنشارك 17 رؤية حول المستقبل لخصها العديد من شركاء a16z في مجال التشفير (إلى جانب بعض المساهمين المدعوين). تغطي هذه المواضيع كل شيء من الوكلاء الأذكياء والذكاء الاصطناعي (AI)، العملات المستقرة، التوكننة والتمويل، الخصوصية والأمان، إلى أسواق التنبؤ، SNARKs (تقنية إثبات المعرفة الصفرية) وتطبيقات أخرى... بالإضافة إلى طرق البناء المستقبلية. (للبقاء على اطلاع دائم على التحديثات، وأدلة البناة، والتقارير الصناعية، وغيرها من الموارد في مجال التشفير، تأكد من الاشتراك في نشرة a16z Crypto الإخبارية.)
غداً، سنختتم هذا الأسبوع بإعلان خاص ودعوة حصرية من a16z، فلا تفوت ذلك!
فيما يلي أبرز النقاط لليوم:
الخصوصية ستصبح أهم ميزة تنافسية في مجال التشفير
الخصوصية هي إحدى الخصائص الأساسية التي تدفع نحو تحويل التمويل العالمي إلى السلاسل، وهي أيضاً الحلقة المفقودة تقريباً في جميع سلاسل الكتل الحالية. بالنسبة لمعظم سلاسل الكتل، تعتبر الخصوصية مجرد ميزة ثانوية أو حتى مهملة.
ومع ذلك، أصبحت الخصوصية اليوم جذابة بما يكفي لجعل سلسلة واحدة تبرز بين العديد من المنافسين. والأهم من ذلك، أن الخصوصية يمكن أن تخلق "تأثير القفل الشبكي"، أو ما يمكن تسميته "تأثير الشبكة الخصوصية". في عالم لم يعد فيه التنافس على الأداء كافياً، يصبح هذا التأثير بالغ الأهمية.
بفضل وجود بروتوكولات الجسور بين السلاسل، طالما أن كل شيء علني، يصبح الانتقال من سلسلة إلى أخرى سهلاً للغاية. ولكن بمجرد إدخال الخصوصية، تختفي هذه السهولة: نقل التوكنات سهل، لكن نقل الأسرار صعب. عند الانتقال من سلسلة خصوصية إلى سلسلة عامة، أو بين سلسلتين خصوصيتين، هناك دائماً بعض المخاطر، مثل إمكانية تعرف طرف ثالث على هويتك من خلال مراقبة المعاملات على السلسلة، أو تجمع الذاكرة (mempool)، أو حركة الشبكة. عبور حدود سلاسل الخصوصية والسلاسل العامة، أو حتى بين سلسلتين خصوصيتين، يؤدي إلى تسرب بيانات وصفية متنوعة مثل توقيت وحجم المعاملات، مما يسهل التتبع.
مقارنة بالسلاسل الجديدة المتشابهة، والتي قد تنخفض رسومها إلى الصفر بسبب المنافسة (حيث أصبحت مساحة الكتلة متشابهة بين السلاسل)، تستطيع سلاسل الكتل التي توفر الخصوصية تكوين تأثير شبكة أقوى. في الواقع، إذا لم تكن سلسلة الكتل "العامة" تملك نظاماً بيئياً مزدهراً، أو تطبيقاً قاتلاً، أو ميزة توزيع غير متماثلة، فلا يوجد سبب تقريباً لجذب المستخدمين أو المطورين، ناهيك عن ولاء المستخدمين.
على سلاسل الكتل العامة، يمكن للمستخدمين بسهولة التعامل مع مستخدمين على سلاسل أخرى—ولا يهم أي سلسلة ينضمون إليها. لكن على سلاسل الخصوصية، يصبح اختيار السلسلة أمراً بالغ الأهمية، لأنه بمجرد الانضمام إلى سلسلة معينة، يصبح المستخدمون أقل رغبة في الانتقال لتجنب مخاطر الكشف. هذه الظاهرة تخلق ديناميكية "الفائز يأخذ كل شيء". ونظراً لأن الخصوصية شرط ضروري لمعظم السيناريوهات الواقعية، فقد تهيمن عدد قليل من سلاسل الخصوصية على معظم سوق التشفير.
——علي يحيى، شريك في مجال التشفير لدى a16z
أسواق التنبؤ: مستقبل أكبر وأكثر ذكاءً وانتشاراً
انتقلت أسواق التنبؤ من كونها مجالاً متخصصاً إلى التيار الرئيسي، وفي العام المقبل، ستصبح أكبر وأكثر انتشاراً وأكثر ذكاءً عند تقاطعها مع تقنيات التشفير والذكاء الاصطناعي (AI)، مما يخلق تحديات جديدة مهمة للبناة.
أولاً، سيتم إدراج المزيد من العقود. هذا يعني أننا لن نحصل فقط على احتمالات فورية حول الانتخابات الكبرى أو الأحداث الجيوسياسية، بل سنعرف أيضاً نتائج التفاصيل الدقيقة والأحداث المتقاطعة المعقدة. مع كشف هذه العقود الجديدة عن مزيد من المعلومات واندماجها تدريجياً في النظام الإخباري (وهو اتجاه بدأ بالفعل)، ستثير أيضاً قضايا اجتماعية مهمة مثل كيفية موازنة قيمة هذه المعلومات، وكيفية تصميم هذه الأسواق بشكل أفضل لتكون أكثر شفافية وقابلة للتدقيق—وهي قضايا يمكن حلها عبر تقنيات التشفير (سيتم ربط SC بمقالاتنا ذات الصلة>).
لمواجهة العدد الأكبر من العقود، نحتاج إلى طرق جديدة للتوصل إلى إجماع حول الحقيقة لحل مشكلات العقود. حلول المنصات المركزية (هل حدث الحدث فعلاً؟ كيف نؤكد ذلك؟) ضرورية، لكن حالات الجدل مثل سوق دعوى زيلينسكي وسوق الانتخابات الفنزويلية كشفت عن حدودها. لحل هذه الحالات الطرفية ومساعدة أسواق التنبؤ على التوسع إلى تطبيقات أكثر فائدة، يمكن أن تساعد الحوكمة اللامركزية الجديدة وأوراكلز الذكاء الاصطناعي القائمة على النماذج اللغوية الكبيرة (LLM) في تحديد الحقيقة في النتائج المثيرة للجدل.
يمكن للذكاء الاصطناعي في تطبيقات الأوراكل أن يتجاوز LLM. على سبيل المثال، يمكن للوكلاء الأذكياء المتداولين على هذه المنصات البحث عن إشارات عالمية لتوفير ميزة في التداول قصير الأجل، وبالتالي كشف رؤى جديدة حول العالم والتنبؤ بما قد يحدث مستقبلاً. (مشاريع مثل Prophet Arena أظهرت بالفعل إمكانات هذا المجال.) بالإضافة إلى كونها محللين سياسيين معقدين يمكننا استشارة رؤاهم، قد تكشف استراتيجيات هؤلاء الوكلاء عن العوامل الأساسية للتنبؤ بالأحداث الاجتماعية المعقدة.
هل ستستبدل أسواق التنبؤ استطلاعات الرأي؟ لا؛ بل ستجعل استطلاعات الرأي أفضل (ويمكن إدخال معلومات الاستطلاعات في أسواق التنبؤ). كعالم سياسي، أكثر ما يثير اهتمامي هو كيف ستتعاون أسواق التنبؤ مع نظام بيئي غني وحيوي لاستطلاعات الرأي—لكن ذلك يتطلب تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة الاستطلاع؛ وتقنيات التشفير لتوفير طرق جديدة لإثبات أن المشاركين في الاستطلاعات بشر وليسوا روبوتات، إلى جانب وظائف أخرى.
——آندي هول، مستشار أبحاث التشفير في a16z (وأستاذ الاقتصاد السياسي في جامعة ستانفورد)
رؤية أكثر "أصالة تشفيرية" لتوكنة الأصول الواقعية والعملات المستقرة
نشهد اهتماماً كبيراً من البنوك وشركات التكنولوجيا المالية ومديري الأصول في تحويل الأسهم الأمريكية والسلع والمؤشرات وغيرها من الأصول التقليدية إلى السلاسل. ومع ذلك، مع انتقال المزيد من الأصول التقليدية إلى السلاسل، غالباً ما تكون هذه التوكنة "تشبيهية"—مبنية على الفهم الحالي للأصول الواقعية دون الاستفادة الكاملة من خصائص التشفير الأصلية.
لكن أشكال التمثيل الاصطناعي مثل العقود الدائمة (perps) لا توفر سيولة أعمق فحسب، بل غالباً ما تكون أسهل في التنفيذ. كما أن العقود الدائمة توفر آليات رافعة مالية سهلة الفهم، ولهذا أعتقد أنها المشتقات الأكثر ملاءمة لاحتياجات سوق التشفير. وأرى أيضاً أن أسهم الأسواق الناشئة هي من أكثر فئات الأصول جدارة بـ"التدويم" (perpify). (على سبيل المثال، سيولة سوق "خيارات اليوم الصفري" (0DTE) لبعض الأسهم أعلى حتى من السوق الفوري، ما يوفر فرصة تجريبية مثيرة للتدويم.)
هذا يقودنا إلى مسألة "التدويم مقابل التوكنة"؛ لكن على أي حال، يجب أن نشهد المزيد من توكنة الأصول الواقعية (RWA) الأصلية للتشفير خلال العام المقبل.
وبالمثل، في عام 2026، بعد أن تدخل العملات المستقرة التيار الرئيسي في 2025، سنشهد المزيد من الاتجاه نحو "الإصدار، وليس مجرد التوكنة"، وسيستمر حجم العملات المستقرة غير المسددة في النمو.
ومع ذلك، فإن العملات المستقرة التي تفتقر إلى بنية ائتمانية قوية تشبه "البنوك الضيقة"، حيث تحتفظ فقط بأصول سائلة محددة تعتبر آمنة للغاية. على الرغم من أن البنوك الضيقة منتج فعال، إلا أنني لا أعتقد أنها ستكون الدعامة الأساسية للاقتصاد على السلسلة على المدى الطويل.
لقد رأينا بالفعل العديد من مديري الأصول الجدد، والمنسقين، والبروتوكولات تبدأ في تسهيل القروض المدعومة بأصول خارج السلسلة على السلسلة. غالباً ما تبدأ هذه القروض خارج السلسلة ثم يتم توكنتها. لكنني أعتقد أن فوائد التوكنة في هذه الحالة محدودة، وربما تقتصر على تسهيل توزيع الأصول على المستخدمين الموجودين بالفعل على السلسلة. لذلك، يجب أن تبدأ أصول الديون مباشرة على السلسلة، وليس خارجها ثم توكنتها. الإطلاق على السلسلة يمكن أن يقلل من تكاليف خدمة القروض وتكاليف الهيكلة الخلفية، ويزيد من إمكانية الوصول. التحدي يكمن في الامتثال والتوحيد القياسي، لكن المطورين يعملون بالفعل على حل هذه المشكلات.
——جاي ووليت، شريك عام في مجال التشفير لدى a16z
محطة التوقف في أعمال التشفير: التداول ليس المحطة النهائية
اليوم، باستثناء العملات المستقرة وبعض البنى التحتية الأساسية، تحولت تقريباً كل شركة تشفير ناجحة أو في طريقها للتحول إلى أعمال التداول. ولكن إذا "تحولت كل شركة تشفير إلى منصة تداول"، فماذا سيكون مستقبل الصناعة؟ عندما يقوم الكثير من اللاعبين بنفس الشيء، لا يؤدي ذلك فقط إلى تقليل الانتباه السوقي لبعضهم البعض، بل يؤدي أيضاً إلى فوز عدد قليل من الشركات الكبرى فقط. وهذا يعني أيضاً أن الشركات التي تتحول إلى التداول مبكراً تفوت فرصة بناء أعمال أكثر دفاعية وديمومة.
على الرغم من تعاطفي مع رواد الأعمال الذين يحاولون جعل أوضاع شركاتهم المالية تعمل، إلا أن السعي وراء توافق المنتج مع السوق على المدى القصير له ثمن أيضاً. هذه المشكلة بارزة بشكل خاص في مجال التشفير، حيث تدفع ديناميكيات التوكنات والمضاربة الفريدة رواد الأعمال إلى تفضيل الإشباع الفوري أثناء البحث عن توافق المنتج مع السوق... يمكن القول إنها "اختبار المارشميلو" (أي اختبار الإشباع المؤجل). التداول بحد ذاته ليس خطأ، فهو وظيفة مهمة للسوق، لكنه ليس بالضرورة الهدف النهائي لتطوير الأعمال. رواد الأعمال الذين يركزون على جزء "المنتج" من توافق المنتج مع السوق قد يصبحون في النهاية الفائزين الأكبر.
——أريانا سيمبسون، شريك في مجال التشفير لدى a16z
من "اعرف عميلك" (KYC) إلى "اعرف وكيلك" (KYA)
عنق الزجاجة في اقتصاد الوكلاء ينتقل من الذكاء إلى الهوية.
في مجال الخدمات المالية، تجاوز عدد "الهويات غير البشرية" عدد الموظفين البشر بنسبة 96 إلى 1—لكن هذه الهويات لا تزال غير قادرة على دخول النظام المصرفي. البنية التحتية المفقودة هنا هي KYA: اعرف وكيلك (Know Your Agent).
كما يحتاج البشر إلى تقييم ائتماني للحصول على قرض، يحتاج الوكلاء أيضاً إلى شهادات موقعة بالتشفير لإجراء المعاملات—تربط هذه الشهادات الوكيل بموكله، وشروطه، ومسؤوليته. حتى يتم بناء هذه الآلية، سيستمر التجار في منع دخول الوكلاء عبر جدران الحماية. استغرق القطاع المالي عقوداً لبناء بنية KYC، والآن لديه بضعة أشهر فقط لحل مشكلة KYA.
——شون نيفيل، المؤسس المشارك لـ Circle ومهندس USDC؛ الرئيس التنفيذي لـ Catena Labs
مستقبل العملات المستقرة: آليات دخول وخروج أفضل وأكثر ذكاءً
في العام الماضي، قُدّر حجم تداول العملات المستقرة بـ 46 تريليون دولار، ولا يزال يسجل أرقاماً قياسية جديدة. لفهم هذا الحجم بشكل أفضل، فهو يعادل أكثر من 20 ضعف حجم معاملات PayPal؛ ويقترب من ثلاثة أضعاف أحد أكبر شبكات الدفع في العالم Visa؛ ويقترب بسرعة من حجم معاملات مركز المقاصة الآلي الأمريكي (ACH)—وهو الشبكة الإلكترونية الأمريكية لمعالجة الإيداعات المباشرة وغيرها من المعاملات المالية.
اليوم، يمكنك إتمام معاملة عملة مستقرة في أقل من ثانية وبتكلفة أقل من سنت واحد. ومع ذلك، لا تزال المشكلة غير المحلولة هي كيفية ربط هذه الدولارات الرقمية بالنظام المالي الذي يستخدمه الناس يومياً—بعبارة أخرى، كيفية بناء آليات دخول (onramps) وخروج (offramps) للعملات المستقرة.
تعمل جيل جديد من الشركات الناشئة على سد هذه الفجوة، من خلال ربط العملات المستقرة بأنظمة الدفع الأكثر شيوعاً والعملات المحلية. تستخدم بعض الشركات إثباتات تشفيرية للسماح للناس بتحويل أرصدتهم المحلية إلى دولارات رقمية بشكل خاص. وتدمج شركات أخرى مع الشبكات الإقليمية، مستفيدة من رموز QR ومسارات الدفع الفورية وغيرها من الميزات لتحقيق المدفوعات بين البنوك... وهناك شركات تبني طبقة محافظ عالمية ومنصات إصدار بطاقات قابلة للتشغيل البيني الحقيقي، مما يمكّن المستخدمين من إنفاق العملات المستقرة لدى التجار اليوميين. توسع هذه الأساليب معاً نطاق المشاركة في اقتصاد الدولار الرقمي، وقد تسرع من تبني العملات المستقرة كوسيلة دفع رئيسية.
مع نضوج هذه الآليات تدريجياً، ستتصل الدولارات الرقمية مباشرة بأنظمة الدفع المحلية وأدوات التجار، مما يولد أنماط سلوك جديدة: يمكن للعاملين عبر الحدود استلام رواتبهم في الوقت الفعلي؛ يمكن للتجار قبول المدفوعات بالدولار عالمياً دون الحاجة إلى حساب مصرفي؛ يمكن للتطبيقات تسوية المدفوعات مع المستخدمين في أي وقت وفي أي مكان. ستتحول العملات المستقرة من أداة مالية متخصصة إلى طبقة التسوية الأساسية للإنترنت.
——جيريمي زانغ، فريق هندسة التشفير في a16z
العملات المستقرة: فتح دورة ترقية دفاتر البنوك وخلق سيناريوهات دفع جديدة
اليوم، لا تزال العديد من البنوك تستخدم أنظمة برمجية يصعب على المطورين الحديثين التعرف عليها: في الستينيات والسبعينيات، كانت البنوك من أوائل المتبنين للأنظمة البرمجية الكبيرة؛ وفي الثمانينيات والتسعينيات، ظهرت الجيل الثاني من برامج البنوك الأساسية (مثل GLOBUS من Temenos وFinacle من InfoSys). ومع ذلك، أصبحت هذه البرامج قديمة تدريجياً، وتباطأت وتيرة ترقيتها بشكل كبير. لذلك، لا يزال القطاع المصرفي—خاصة قواعد بيانات الدفاتر الأساسية المسؤولة عن تتبع الودائع والضمانات والالتزامات الأخرى—يعمل بشكل عام على أجهزة الحواسيب المركزية (mainframe) باستخدام لغة COBOL، ويعتمد على واجهات ملفات الدُفعات بدلاً من واجهات برمجة التطبيقات الحديثة (APIs).
لا تزال الغالبية العظمى من الأصول العالمية مرتبطة بهذه الدفاتر الأساسية التي تعود لعقود. وعلى الرغم من أن هذه الأنظمة أثبتت جدواها على مدى سنوات طويلة، وحازت على ثقة الجهات التنظيمية، واندماجت بعمق في سيناريوهات الأعمال المصرفية المعقدة، إلا أنها تعيق الابتكار أيضاً. على سبيل المثال، قد يستغرق إضافة ميزات رئيسية مثل الدفع في الوقت الفعلي (RTP) لهذه الأنظمة شهوراً أو حتى سنوات، مع مواجهة ديون تقنية وتنظيمية متراكمة.
هنا تبرز قوة العملات المستقرة. خلال السنوات القليلة الماضية، لم تجد العملات المستقرة توافق المنتج مع السوق فحسب، بل دخلت التيار الرئيسي. هذا العام، تبنت المؤسسات المالية التقليدية (TradFi) العملات المستقرة على مستوى جديد كلياً. العملات المستقرة، والودائع المرمزة، والسندات الحكومية المرمزة، والسندات على السلسلة، تتيح للبنوك وشركات التكنولوجيا المالية والمؤسسات المالية بناء منتجات جديدة وخدمة عملاء جدد. والأهم من ذلك، يمكن لهذه المؤسسات الابتكار دون الحاجة إلى إعادة كتابة أنظمتها القديمة بالكامل—رغم أنها قديمة، إلا أنها أثبتت استقرارها لعقود. لذلك، توفر العملات المستقرة طريقاً جديداً تماماً للابتكار المؤسسي.
——سام برونر
اللامركزية هي مستقبل الرسائل، أكثر أهمية من التشفير الكمي
مع تقدم العالم نحو عصر الحوسبة الكمومية، تقود العديد من تطبيقات الرسائل المعتمدة على التشفير (مثل Apple وSignal وWhatsApp) الطريق وحققت نتائج رائعة. لكن المشكلة أن جميع تطبيقات الرسائل الرئيسية تقريباً تعتمد على خوادم خاصة تديرها منظمة واحدة. هذه الخوادم أهداف سهلة للإغلاق من قبل الحكومات، أو زرع الأبواب الخلفية، أو إجبارها على تسليم البيانات الخاصة.
إذا كان بإمكان دولة إغلاق خوادمك، وإذا كانت شركة تملك مفاتيح الخوادم الخاصة، أو حتى إذا كانت تملك خادماً خاصاً واحداً فقط، فما فائدة التشفير الكمي؟ تتطلب الخوادم الخاصة من المستخدمين "الثقة بي"، لكن إذا لم تكن هناك خوادم خاصة، فهذا يعني "لا تحتاج إلى الثقة بي". لا تحتاج الاتصالات إلى شركة وسيطة لتعمل.
تحتاج الرسائل إلى بروتوكولات مفتوحة تتيح للمستخدمين عدم الثقة بأي طرف. والطريقة لتحقيق ذلك هي الشبكات اللامركزية: لا خوادم خاصة، لا تطبيق واحد، كل الشيفرات مفتوحة المصدر، وتستخدم أحدث تقنيات التشفير—بما في ذلك التشفير المقاوم للتهديدات الكمومية.
من خلال الشبكات المفتوحة، لا يمكن لأي فرد أو شركة أو منظمة غير ربحية أو دولة حرماننا من القدرة على التواصل. حتى إذا أغلقت دولة أو شركة تطبيقاً معيناً، سيظهر في اليوم التالي 500 إصدار جديد. حتى إذا تم إغلاق عقدة واحدة، فإن الحوافز الاقتصادية التي توفرها تقنيات مثل blockchain ستدفع إلى استبدالها فوراً.
عندما يتحكم الناس في رسائلهم كما يتحكمون في أموالهم من خلال المفاتيح، سيتغير كل شيء. قد تأتي التطبيقات وتذهب، لكن المستخدمين سيظلون دائماً يملكون رسائلهم وهوياتهم. حتى إذا تعطلت التطبيقات، سيظل المستخدم النهائي يملك رسائله.
هذه ليست مجرد مسألة مقاومة الكم أو التشفير، بل تتعلق بالملكية واللامركزية. بدون هذين العنصرين، ما نبنيه هو نظام تشفير غير قابل للاختراق لكنه لا يزال قابلاً للإغلاق.
——شين ماك، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لـ XMTP Labs
من "الكود هو القانون" إلى "المواصفات هي القانون"—تطور جديد لأمان DeFi
هاجمت بعض حوادث الاختراق الأخيرة في DeFi بروتوكولات خضعت لاختبارات قاسية، وتديرها فرق قوية، وخضعت لتدقيق صارم، وكانت تعمل لسنوات. كشفت هذه الحوادث حقيقة مزعجة: لا تزال معايير الأمان الحالية تعتمد بشكل أساسي على القواعد التجريبية والمعالجة حسب الحالة.
لجعل أمان DeFi أكثر نضجاً، نحتاج إلى الانتقال من إصلاح أنماط الثغرات إلى ضمان الخصائص على مستوى التصميم، ومن "بذل الجهد" إلى "النهج المبدئي":
في المرحلة الثابتة/قبل النشر (الاختبار، التدقيق، التحقق الرسمي، إلخ)، يعني ذلك التحقق المنهجي من الثوابت العالمية، وليس فقط التحقق من الثوابت المحلية المختارة يدوياً. اليوم، تبني عدة فرق أدوات إثبات مدعومة بالذكاء الاصطناعي للمساعدة في كتابة المواصفات، واقتراح الثوابت، وتقليل عبء العمل اليدوي المكلف والمستهلك للوقت.
في المرحلة الديناميكية/بعد النشر (المراقبة أثناء التشغيل، التنفيذ أثناء التشغيل، إلخ)، يمكن تحويل هذه الثوابت إلى "حواجز حماية" في الوقت الفعلي—كخط دفاع أخير. يتم ترميز هذه الحواجز مباشرة كعبارات تحقق أثناء التشغيل، لضمان أن كل معاملة يجب أن تفي بهذه الشروط.
لذا، لم نعد نفترض أن كل ثغرة سيتم اكتشافها مسبقاً، بل ندمج الخصائص الأمنية الأساسية مباشرة في الكود، ونعيد تلقائياً أي معاملة تنتهك هذه الخصائص.
هذا ليس مجرد نظرية. عملياً، تقريباً كل هجوم حدث حتى الآن كان سيفشل إذا تم تفعيل هذه الفحوصات أثناء التنفيذ. لذلك، تتطور فكرة "الكود هو القانون" إلى "المواصفات هي القانون": حتى الهجمات الجديدة يجب أن تفي بخصائص الأمان التي تحافظ على سلامة النظام، وفي النهاية، لن تبقى سوى الهجمات الصغيرة أو شبه المستحيلة التنفيذ.
——ديجون بارك، فريق هندسة التشفير في a16z
تقنيات التشفير تتجاوز blockchain: بداية عصر جديد للحوسبة القابلة للتحقق
لسنوات، كانت SNARKs (إثبات المعرفة الصفرية غير التفاعلية الموجزة)—وهي تقنية إثبات تشفيرية للتحقق من الحوسبة دون إعادة التنفيذ—تستخدم تقريباً فقط في مجال blockchain. السبب هو ارتفاع تكلفة الحوسبة: قد يتطلب إنشاء إثبات حسابي واحد عملاً يعادل مليون مرة تنفيذ الحساب نفسه مباشرة. هذه التكلفة العالية مبررة عندما يتم توزيعها على آلاف المدققين، لكنها غير عملية في سيناريوهات أخرى.
هذا الوضع على وشك التغيير. بحلول عام 2026، ستنخفض تكلفة إثبات zkVM (الآلة الافتراضية للمعرفة الصفرية) إلى حوالي 10,000 ضعف فقط، مع استهلاك ذاكرة لا يتجاوز بضع مئات من الميجابايت—وهذا سيكون سريعاً بما يكفي للعمل على الهواتف المحمولة، ورخيصاً بما يكفي لتطبيقه في سيناريوهات متنوعة. لماذا قد يكون "10,000 ضعف" رقماً سحرياً؟ لأن قدرة المعالجة المتوازية لوحدة معالجة الرسومات (GPU) المتطورة تعادل تقريباً 10,000 ضعف وحدة المعالجة المركزية (CPU) في الحاسوب المحمول. بحلول نهاية 2026، ستتمكن وحدة GPU من إنشاء إثبات حسابي في الوقت الفعلي لما ينفذه CPU.
من المتوقع أن تحقق هذه التقنية رؤى بعض الأوراق البحثية المبكرة: الحوسبة السحابية القابلة للتحقق. إذا كنت تدير عبء عمل CPU على السحابة—سواء بسبب عدم كفاية حجم الحوسبة للاستفادة من GPU، أو نقص الخبرة، أو قيود الأنظمة القديمة—ستتمكن من الحصول على إثبات تشفير لصحة الحساب بتكلفة معقولة. علاوة على ذلك، تم بالفعل تحسين هذه المثبتات لـ GPU، دون الحاجة إلى تعديل إضافي للكود الخاص بك.
——جاستن ثالر، باحث تشفير في a16z وأستاذ مساعد في علوم الحاسوب بجامعة جورجتاون
الذكاء الاصطناعي سيصبح مساعداً بحثياً
بصفتي اقتصادي رياضيات، كان من الصعب في يناير الماضي جعل نماذج الذكاء الاصطناعي الاستهلاكية تفهم سير عملي؛ لكن بحلول نوفمبر، أصبحت قادراً على إعطاء النماذج تعليمات مجردة كما أفعل مع طلاب الدكتوراه... وأحياناً تقدم إجابات جديدة وصحيحة. إلى جانب تجربتي الشخصية، بدأنا نرى الذكاء الاصطناعي يُستخدم في مجالات بحثية أوسع، خاصة في مجال الاستدلال—حيث تشارك النماذج الآن مباشرة في عملية الاكتشاف، ويمكنها حل مسائل بوتنام (ربما أصعب اختبار رياضيات جامعي في العالم) بشكل مستقل.
لا يزال من غير الواضح في أي المجالات ستكون هذه الطريقة البحثية أكثر فعالية، وكيف ستعمل بالضبط. لكنني أتوقع أن أبحاث الذكاء الاصطناعي ستولد وتكافئ أسلوباً بحثياً جديداً متعدد المواهب: يركز على القدرة على استنتاج العلاقات بين الأفكار المختلفة، والقدرة على الاستقراء بسرعة من إجابات أكثر افتراضية. قد لا تكون هذه الإجابات دقيقة تماماً، لكنها لا تزال تشير إلى الاتجاه الصحيح (على الأقل في بنية طوبولوجية معينة). من المفارقات أن هذه الطريقة تشبه إلى حد ما استغلال "هلوسة" النماذج: عندما تكون النماذج "ذكية" بما فيه الكفاية، فإن منحها مساحة مجردة للاستكشاف بحرية قد ينتج عنه محتوى غير ذي معنى أحياناً، لكنه قد يؤدي أيضاً إلى اكتشافات عرضية، كما يفعل البشر غالباً عند العمل في اتجاهات غير خطية وغير واضحة.
يتطلب هذا النوع من الاستدلال سير عمل جديد كلياً للذكاء الاصطناعي—ليس فقط "وكيل مقابل وكيل" (agent-to-agent)، بل هيكل "وكيل يلف وكيل" (agent-wrapping-agent). في هذا الهيكل، تساعد النماذج على مستويات مختلفة الباحثين في تقييم طرق النماذج المبكرة، واستخلاص محتوى ذي قيمة تدريجياً. أستخدم هذه الطريقة بالفعل في كتابة الأوراق البحثية، بينما يستخدمها آخرون في البحث عن براءات الاختراع، وابتكار أشكال فنية جديدة، وحتى (للأسف) البحث عن طرق جديدة لمهاجمة العقود الذكية.
ومع ذلك، لكي يعمل هذا النظام البحثي القائم على وكلاء الاستدلال بكفاءة، نحتاج إلى تشغيلية أفضل بين النماذج، وطريقة للتعرف على مساهمة كل نموذج وتعويضها بشكل عادل—وهي قضايا يمكن لتقنيات التشفير المساعدة في حلها.
——سكوت كومينرز، عضو فريق أبحاث التشفير في a16z وأستاذ في كلية هارفارد للأعمال
الضريبة الخفية للشبكات المفتوحة: اختلال التوازن الاقتصادي في عصر الذكاء الاصطناعي وحلوله
مع صعود وكلاء الذكاء الاصطناعي، تواجه الشبكات المفتوحة ضريبة خفية تقوض أساسها الاقتصادي. ينبع هذا التدمير من التزايد المستمر في عدم التوافق بين "طبقة السياق" (Context Layer) و"طبقة التنفيذ" (Execution Layer) على الإنترنت: حالياً، يستخرج وكلاء الذكاء الاصطناعي البيانات من مواقع المحتوى المدعومة بالإعلانات (طبقة السياق) لتقديم الراحة للمستخدمين، بينما يتجاوزون بشكل منهجي مصادر الدخل التي تدعم هذا المحتوى (مثل الإعلانات والاشتراكات).
لمنع المزيد من تآكل الشبكة المفتوحة وحماية النظام البيئي المتنوع للمحتوى الذي يغذي الذكاء الاصطناعي، نحتاج إلى نشر حلول تقنية واقتصادية على نطاق واسع. قد يشمل ذلك نماذج محتوى مدعومة من الجيل التالي، وأنظمة إسناد دقيقة، أو نماذج تمويل مبتكرة أخرى. ومع ذلك، تثبت بروتوكولات ترخيص الذكاء الاصطناعي الحالية عدم استدامتها مالياً—فهي غالباً ما تعوض مقدمي المحتوى عن جزء صغير فقط من الإيرادات المفقودة بسبب تحويل حركة المرور إلى الذكاء الاصطناعي.
تحتاج الشبكة إلى نموذج تقني اقتصادي جديد كلياً يسمح بتدفق القيمة تلقائياً. التحول الرئيسي في العام المقبل هو الانتقال من نماذج الترخيص الثابتة إلى آليات تعويض قائمة على الاستخدام في الوقت الفعلي. هذا يعني الحاجة إلى اختبار وتوسيع الأنظمة—ربما باستخدام تقنيات الدفع النانوي المدعومة بالبلوكشين ومعايير الإسناد المتقدمة—لمكافأة كل كيان يساهم بمعلومات تساعد وكلاء الذكاء الاصطناعي على إتمام المهام بنجاح.
——ليز هاركافي، فريق استثمار التشفير في a16z
صعود "الإعلام المرهون": إعادة بناء الثقة عبر blockchain
ظهرت الشقوق في نموذج الإعلام التقليدي حول "الموضوعية" منذ فترة. منح الإنترنت الجميع الحق في التعبير، واليوم يعبر المزيد من المشغلين والممارسين والبناة عن آرائهم مباشرة للجمهور. تعكس وجهات نظرهم مصالحهم في العالم، والمثير للدهشة أن الجمهور غالباً ما يحترمهم بسبب هذه المصالح، وليس رغمها.
التغيير الحقيقي ليس في صعود وسائل التواصل الاجتماعي، بل في وصول أدوات التشفير التي تتيح للناس تقديم التزامات علنية قابلة للتحقق. في عصر أصبح فيه إنتاج المحتوى اللامحدود رخيصاً وسهلاً بفضل الذكاء الاصطناعي—سواء كان ذلك بهويات حقيقية أو مزيفة، ومن أي منظور—لم يعد الاعتماد فقط على ما يقوله الناس (أو الروبوتات) كافياً. توفر الأصول المرمزة، الأقفال القابلة للبرمجة، أسواق التنبؤ، والتاريخ على السلسلة أساساً أقوى للثقة: يمكن للمعلقين إثبات أنهم "يتصرفون بناءً على أقوالهم" عند التعبير عن آرائهم؛ يمكن لمقدمي البودكاست قفل التوكنات لإظهار أنهم لن يضاربوا على "رفع السعر والبيع"؛ يمكن للمحللين ربط التنبؤات بأسواق التسوية العلنية، وإنشاء سجلات قابلة للتدقيق.
هذا هو ما أسميه "الإعلام المرهون" (Staked Media): شكل من أشكال الإعلام لا يقبل فقط مبدأ "لا التزام بلا مخاطرة"، بل يوفر دليلاً على ذلك. في هذا النموذج، لا تأتي المصداقية من حياد زائف أو ادعاءات بلا أساس، بل من التزامات واضحة وشفافة وقابلة للتحقق. لن يحل "الإعلام المرهون" محل الأشكال الأخرى من الإعلام، بل يكمل النماذج الحالية. إنه يوفر إشارة جديدة: ليس فقط "ثق بي، أنا محايد"، بل "هذه هي المخاطرة التي أتحملها، ويمكنك التحقق مما إذا كنت أقول الحقيقة."
——روبرت هاكيت، فريق تحرير التشفير في a16z
"الأسرار كخدمة": كيف تصبح حماية الخصوصية البنية التحتية الأساسية للإنترنت
وراء كل نموذج، ووكيل، ونظام آلي، هناك عامل بسيط لكنه أساسي: البيانات. ومع ذلك، فإن معظم خطوط بيانات اليوم—أي تدفقات البيانات الداخلة أو الخارجة من النماذج—غير شفافة، وقابلة للتغيير، وغير قابلة للتدقيق. قد لا يمثل ذلك مشكلة لتطبيقات المستهلكين، لكنه يمثل عائقاً كبيراً للعديد من الصناعات والمستخدمين (مثل المالية والرعاية الصحية) الذين يحتاجون إلى ضمان خصوصية البيانات الحساسة. وبالنسبة للمؤسسات التي تحاول توكنة الأصول الواقعية حالياً، يمثل ذلك عقبة ضخمة.
فكيف يمكن تحقيق الابتكار الآمن والمتوافق والمستقل والعالمي مع حماية الخصوصية؟ هناك العديد من الطرق، لكنني أركز أكثر على التحكم في الوصول إلى البيانات: من يملك البيانات الحساسة؟ كيف تتدفق البيانات؟ من (أو ماذا) يمكنه الوصول إليها؟
في غياب التحكم في الوصول إلى البيانات، يعتمد أي شخص يرغب في حماية سرية البيانات حالياً على خدمات مركزية أو حلول مخصصة—وهو أمر مكلف ويستغرق وقتاً طويلاً، ويعيق المؤسسات المالية التقليدية وغيرها من الصناعات عن الاستفادة الكاملة من إدارة البيانات على السلسلة. ومع بدء أنظمة الوكلاء في التصفح والتداول واتخاذ القرارات بشكل مستقل، يحتاج المستخدمون والمؤسسات إلى ضمانات تشفيرية، وليس مجرد ثقة مبنية على "بذل الجهد".
لذا، أعتقد أننا بحاجة إلى "الأسرار كخدمة" (Secrets-as-a-Service): تقنية جديدة توفر قواعد وصول بيانات أصلية قابلة للبرمجة، وتشفيراً على مستوى العميل، وإدارة مفاتيح لامركزية، تحدد بوضوح من يمكنه فك تشفير البيانات وتحت أي شروط، ومدة صلاحية فك التشفير... كل ذلك يتم فرضه عبر آليات على السلسلة. عند دمجها مع أنظمة بيانات قابلة للتحقق، يمكن أن تصبح "الأسرار" جزءاً من البنية التحتية العامة الأساسية للإنترنت، بدلاً من أن تكون ميزة خصوصية تضاف لاحقاً على مستوى التطبيقات. هذا سيجعل الخصوصية البنية التحتية الأساسية للإنترنت.
——أدينيي أبيودون، مدير المنتجات والمؤسس المشارك في Mysten Labs
إدارة الثروة للجميع
كانت خدمات إدارة الثروة الشخصية تقليدياً مخصصة للعملاء ذوي الثروات العالية، لأن تقديم نصائح مخصصة وتخصيص المحافظ عبر فئات أصول مختلفة مكلف ومعقد. ومع ذلك، مع توكنة المزيد من فئات الأصول، تتيح بنية التشفير الأساسية تنفيذ وتعديل استراتيجيات الاستثمار الشخصية المدعومة بالذكاء الاصطناعي بتكلفة منخفضة للغاية وفي الوقت الفعلي.
هذا ليس مجرد نسخة مطورة من "المستشار الآلي": يمكن للجميع الآن الاستفادة من الإدارة النشطة للمحافظ، وليس فقط الإدارة السلبية. في عام 2025، خصصت المؤسسات المالية التقليدية (TradFi) بالفعل 2-5% من محافظها للأصول المشفرة (عبر استثمارات بنكية مباشرة أو منتجات متداولة في البورصة ETPs)، لكن هذا مجرد بداية؛ بحلول عام 2026، سنشهد المزيد من المنصات التي تركز على "تراكم الثروة" وليس فقط "الحفاظ على الثروة"—ستستفيد شركات التكنولوجيا المالية (مثل Revolut وRobinhood) والبورصات المركزية (مثل Coinbase) من ميزاتها التقنية للاستحواذ على حصة أكبر من السوق.
في الوقت نفسه، تتيح أدوات التمويل اللامركزي (DeFi) مثل Morpho Vaults توزيع الأصول تلقائياً على أسواق الإقراض ذات العوائد المعدلة حسب المخاطر، مما يوفر توزيعاً أساسياً للعوائد للمحافظ. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الاحتفاظ بالأموال السائلة المتبقية كعملات مستقرة بدلاً من العملات الورقية، والاستثمار في صناديق أسواق المال المرمزة بدلاً من الصناديق التقليدية، إلى توسيع إمكانيات العائد أكثر.
أخيراً، أصبح من الأسهل الآن للمستثمرين العاديين الوصول إلى المزيد من أصول الأسواق الخاصة غير السائلة، مثل القروض الخاصة، وشركات ما قبل الاكتتاب العام، والأسهم الخاصة. تتيح تقنية التوكنة فتح هذه الأسواق مع الحفاظ على الامتثال ومتطلبات التقارير. مع توكنة مكونات المحفظة تدريجياً (من السندات إلى الأسهم، ثم إلى الأسهم الخاصة والأصول البديلة)، يمكن إعادة توازن هذه الأصول تلقائياً دون الحاجة إلى عمليات مصرفية معقدة.
——ماجي هسو، فريق تطوير أسواق التشفير في a16z
الإنترنت يتحول إلى بنك: مستقبل تدفق القيمة
مع الانتشار الواسع لوكلاء الذكاء الاصطناعي، وزيادة المعاملات التي تتم تلقائياً في الخلفية بدلاً من الاعتماد على نقرات المستخدمين، يجب أن تتغير طريقة تدفق الأموال—أي القيمة. في عالم يعمل بناءً على النوايا وليس التعليمات التدريجية، قد تتحرك الأموال لأن وكيل الذكاء الاصطناعي يتعرف على الحاجة، أو يفي بالالتزام، أو يطلق نتيجة. في هذه الحالة، يجب أن تتدفق القيمة بسرعة وحرية كما تتدفق المعلومات اليوم، وتعد blockchain، والعقود الذكية، والبروتوكولات الجديدة هي المفتاح لتحقيق ذلك.
اليوم، يمكن للعقود الذكية تسوية مدفوعات الدولار على مستوى العالم في ثوانٍ. وبحلول عام 2026، ستجعل الأدوات الأساسية الناشئة (مثل x402) هذه التسوية قابلة للبرمجة وسريعة الاستجابة. يمكن للوكلاء الدفع لبعضهم البعض فورياً وبدون إذن مقابل البيانات أو وقت GPU أو مكالمات API—دون الحاجة إلى فواتير أو تسويات أو معالجة مجمعة؛ يمكن للمطورين إصدار تحديثات برمجية بقواعد دفع مدمجة وحدود وسجلات تدقيق—دون الحاجة إلى تكامل العملات الورقية أو تسجيل التجار أو مشاركة البنوك؛ يمكن لأسواق التنبؤ التسوية تلقائياً في الوقت الفعلي مع تطور الأحداث—دون الحاجة إلى طرف موثوق أو بورصة، مع تحديث الاحتمالات في الوقت الفعلي، وتداول الوكلاء، وتسوية المدفوعات عالمياً في ثوانٍ.
عندما يمكن للقيمة أن تتدفق بهذه الطريقة، لن يكون "مسار الدفع" طبقة منفصلة من العمليات، بل جزءاً من سلوك الشبكة. ستصبح البنوك جزءاً من البنية التحتية للإنترنت، وستتحول الأصول إلى بنية تحتية. إذا أمكن توجيه الأموال عبر الإنترنت مثل حزم البيانات، فلن يكون الإنترنت مجرد داعم للنظام المالي، بل سيصبح النظام المالي نفسه.
——كريستيان كرولي وبيرس كارفولث، فريق تطوير أسواق التشفير في a16z
عندما تتطابق البنية القانونية مع البنية التقنية: إطلاق الإمكانات الكاملة لـ blockchain
خلال العقد الماضي، كان أحد أكبر العوائق أمام بناء شبكات blockchain في الولايات المتحدة هو عدم اليقين القانوني. تم توسيع قوانين الأوراق المالية وتطبيقها بشكل انتقائي، مما أجبر رواد الأعمال على الدخول في إطار تنظيمي مصمم للشركات وليس للشبكات. لسنوات، حل تقليل المخاطر القانونية محل استراتيجية المنتج؛ وحل دور المهندس محل المحامي.
أدى هذا الديناميكية إلى العديد من التشوهات الغريبة: تم إخبار رواد الأعمال بتجنب الشفافية؛ أصبحت توزيعات التوكنات عشوائية قانونياً؛ تطورت الحوكمة إلى "مسرحية" سطحية؛ تم تحسين الهياكل التنظيمية لتكون مظلات قانونية؛ تم إجبار تصميم التوكنات على تجنب القيمة الاقتصادية، بل وحتى عدم وجود نموذج عمل. والأسوأ من ذلك، غالباً ما تتقدم مشاريع التشفير التي تتجنب القواعد بشكل أسرع من البناة الملتزمين بالنزاهة.
ومع ذلك، تقترب الحكومة الأمريكية الآن أكثر من أي وقت مضى من تمرير تنظيم هيكل سوق التشفير، ومن المتوقع أن تلغي هذه التشريعات جميع هذه الاختلالات في العام المقبل. إذا تم تمريرها، ستحفز هذه التشريعات الشفافية، وتضع معايير واضحة، وتستبدل "عجلة الإنفاذ" بمسار أكثر وضوحاً وهيكلية للتمويل، وتوزيع التوكنات، واللامركزية. بفضل دفع GENIUS، شهدت العملات المستقرة بالفعل نمواً هائلاً؛ وستكون التشريعات حول هيكل سوق التشفير تحولاً أكبر، لكنها هذه المرة ستكون من أجل الشبكات.
بعبارة أخرى، ستمكن هذه التنظيمات شبكات blockchain من العمل فعلاً كشبكات—مفتوحة، مستقلة، قابلة للتكوين، محايدة وجديرة بالثقة ولامركزية.
——مايلز جينينغز، فريق سياسات التشفير والمستشار القانوني العام في a16z
