هل هو وقت الشراء أم الهروب؟ أين يقع قاع BTC؟

شهدت الأسواق المالية العالمية هذا الأسبوع موجة بيع شاملة، مع تراجع واضح في شهية المخاطرة تجاه الأصول عالية المخاطر. Bitcoin فقدت يوم الثلاثاء حاجزها النفسي الهام عند 100,000 دولار، لتسجل أدنى مستوى عند 98,962.06 دولار، متراجعة بنسبة 21% عن ذروتها في أكتوبر، كما انخفضت القيمة السوقية الإجمالية للعملات المشفرة إلى أدنى مستوى لها منذ أربعة أشهر عند 3.44 تريليون دولار.

استمرار الانكسار الفني

من منظور التحليل الفني، لا تبدو حركة Bitcoin متفائلة.

أشار المحلل Micah Zimmerman إلى أن مستوى الدعم عند 106,900 دولار – وهو مستوى تصحيح فيبوناتشي 0.146 – تم اختباره مراراً الأسبوع الماضي، لكنه في النهاية لم يجذب عمليات شراء فعالة. حالياً، يركز السوق على مستوى الدعم عند 104,000 دولار، لكن هذا المستوى تم اختباره مرتين بالفعل، وقوة الدعم فيه تضعف تدريجياً.

إذا تم التأكد من كسر مستوى 104,000 دولار، يتوقع المتداولون عموماً أن يكون 96,000 دولار هو منطقة الدعم الهامة التالية.

أما بالنسبة لمسار الصعود، يحتاج المشترون أولاً إلى استعادة المتوسط المتحرك الأسي لـ21 يوماً ونقطة التحكم السعري قرب 111,000 دولار لاستعادة الزخم الصعودي، ثم يجب عليهم اختراق مستويي المقاومة عند 114,600 دولار و122,000 دولار على التوالي.

تشديد السيولة يزيد الضغط على السوق

"كانت السندات هي فئة الأصول الوحيدة التي أظهرت أداءً لافتاً هذا الأسبوع، في حين تعرضت Bitcoin والذهب والأسهم وغيرها من الأصول عالية المخاطر لضغوط عامة." قال Tim Sun، الباحث الأول في HashKey Group، إنه رغم استمرار الضغط الهبوطي، لا يزال يعتقد أن 85,000 دولار سيكون مستوى دعم هام لـBitcoin.

وقد حظي هذا الرأي بتأييد العديد من المحللين. وأشار محلل العمليات في Schroders، Jiehan Chen، بشكل مباشر إلى أن "قوة الدولار الأمريكي قد تكون المحرك الرئيسي لموجة الهبوط الحالية في السوق." فالدولار القوي يفرض ضغطاً واضحاً على الأصول عالية المخاطر المقومة بالدولار.

وأضاف Derek Lim، رئيس الأبحاث في Caladan، في مقابلة مع Bloomberg: "سوق العملات المشفرة يواجه عدة مقاومات. بعد أحداث التصفية الواسعة في أكتوبر والهجمات المتكررة على البروتوكولات، تضررت أسس السوق." في هذا السياق، اختار المتداولون تقليل الرافعة المالية وتجنب بناء مراكز شراء عدوانية.

انفصال واضح بين مشاعر الذعر والأساسيات

الجدير بالتحقيق أن بيانات السلسلة تظهر صورة مختلفة تماماً رغم التدهور الحاد في مشاعر السوق. يرى محلل CryptoQuant المعتمد XWIN Research أن "هبوط Bitcoin دون 100,000 دولار مدفوع أكثر بالعواطف." وتشير البيانات إلى أن مؤشر الخوف والطمع انخفض فجأة إلى مستوى 21، وهو مستوى خوف شديد، ما يعكس دخول مشاعر السوق منطقة غير عقلانية.

ومع ذلك، لا تزال أساسيات شبكة Bitcoin قوية: قوة الحوسبة على الشبكة تظل بالقرب من أعلى مستوياتها التاريخية، كما تدفقت 10.7 مليار دولار من العملات المستقرة إلى منصة Binance، وهذه "الذخيرة الاحتياطية" قد توفر دعماً للارتداد القادم.

كما لاحظت منصة التحليل Santiment أنه خلال تراجع السوق، لا يزال هناك عدد كبير من المستثمرين يشترون بقوة عند الانخفاضات.

وصف Matt Hougan، المدير التنفيذي للاستثمار في Bitwise، السوق الحالي بأنه "عالمين متوازيين": "المستثمرون الأصليون في العملات المشفرة في حالة تشاؤم شديد، وتمت تصفية الكثير من الرافعة المالية... لكن عندما أتحدث مع المستثمرين المؤسسيين، لا يزال لديهم حماس كبير لتخصيص هذه الأصول."

وقد انعكس هذا التباين في تدفقات أموال ETF. فعلى الرغم من تباطؤ وتيرة التدفقات مقارنة بالربع الثاني، لا تزال صناديق Bitcoin ETF تسجل تدفقات صافية مستقرة.

وأشار Hougan بشكل خاص إلى أن صندوق Solana Staking ETF التابع لـBitwise جذب 400 مليون دولار في أسبوعه الأول، مما يدل على أن الطلب المؤسسي لا يزال قوياً. ومع ذلك، تراجع هذا الصندوق بشكل كبير خلال الانخفاض الأخير للعملات المشفرة، حيث انخفض بنسبة تقارب 20% منذ إدراجه في 28 أكتوبر.

توقعات القاع؟

هناك انقسام واضح بين المحللين حول موقع قاع Bitcoin.

Ryan Yoon، كبير المحللين في Tiger Research، يتمسك بأن الدعم عند 98,000 دولار سيصمد، ويحتفظ بهدف طويل الأجل عند 200,000 دولار؛

Tim Sun من HashKey يعتقد أن 85,000 دولار هو الدعم الأقوى؛

Michael Saylor، الرئيس التنفيذي لشركة Strategy، صرح الأسبوع الماضي لـCNBC أنه يعتقد أن Bitcoin قد تصل إلى 150,000 دولار بنهاية العام، وهو أحد التوقعات الصعودية الأخيرة، رغم أن التوقيت يبدو غير مناسب حالياً.

لكن Hougan من Bitwise يرى أن هذا التوقع ليس بعيداً عن الواقع، حيث قال في برنامج CNBC: "أعتقد أن Bitcoin يمكنها بسهولة تسجيل أعلى مستوى تاريخي جديد قبل نهاية العام. هذا يعني الوصول إلى حوالي 125,000 إلى 130,000 دولار. أما إمكانية بلوغ توقع Saylor عند 150,000 دولار، فعلينا الانتظار لنرى."

البيئة الكلية تضيف المزيد من المتغيرات

ومع ذلك، تواجه هذه التوقعات اختباراً صارماً من البيئة الكلية. تشير إشارات سوق الأموال قصيرة الأجل إلى الحذر: اتساع الفروق، وزيادة استخدام أداة إعادة الشراء الدائمة للاحتياطي الفيدرالي، وتجاوز حجم حساب وزارة الخزانة الأمريكية تريليون دولار، كلها عوامل تستمر في سحب السيولة من السوق. كما أن إغلاق الحكومة الأمريكية المستمر منذ شهر زاد الطين بلة، ما جعل السوق يعلق آمالاً كبيرة على تقرير مؤشر أسعار المستهلكين المقرر صدوره في 13 نوفمبر، على أمل أن يكون هذا التقرير محفزاً لتحول في مشاعر السوق.

في هذه اللحظة المليئة بعدم اليقين، يدرك المتداولون ذوو الخبرة حقيقة واحدة: قاع السوق ليس نقطة دقيقة، بل هو منطقة. في هذه المنطقة، يرى الخائفون المخاطر، بينما يرى العقلاء فرصة نادرة.

ومع استمرار السوق في استيعاب الأخبار السلبية قصيرة الأجل، قد يكون أولئك المستثمرون الذين يحافظون على هدوئهم وسط الذعر هم من يجمعون مراكزهم استعداداً للموجة القادمة. كما لاحظنا، فإن المستثمرين المؤسسيين لديهم فهم أكثر عقلانية لأساسيات الأصول المشفرة، ومن المرجح أن يكونوا القوة الدافعة الرئيسية للجولة القادمة من السوق.

ومع ذلك، قبل أن يكمل السوق "تنظيف المشاعر" الضروري هذا، يجب على المستثمرين التحلي بالصبر، لأن الطريق إلى القاع غالباً ما يكون أكثر تعقيداً مما هو متوقع.

الكاتب: Bootly