المصائب لا تأتي فرادى! اثنان من أهم "دعامات حملة ترامب الانتخابية" يواجهان الجمود في الوقت نفسه

أبرز وعدين انتخابيين للرئيس الأمريكي ترامب: إعادة تشكيل الاقتصاد الأمريكي من خلال الرسوم الجمركية وإنهاء الصراع الروسي الأوكراني يواجهان الآن واقعًا قاسيًا وقد دخلا في طريق مسدود.

الموعد النهائي الذي حدده هذا الرئيس الأمريكي لعقد اجتماع بين الرئيس الروسي بوتين والرئيس الأوكراني زيلينسكي قد مضى، دون وجود أي آفاق لإجراء محادثات، بينما قضت محكمة استئناف أمريكية بأن معظم نظام الرسوم الجمركية الذي وضعه ترامب غير قانوني.

في الوقت الذي يواجه فيه ترامب انتكاسات قضائية في حملته لطرد المهاجرين غير الموثقين، تبدو طريقه لتحقيق وعوده البارزة في سنته الأولى من ولايته مليئة بعدم اليقين مع اقتراب الخريف.

قال ترامب الأسبوع الماضي: "لدي الحق في فعل أي شيء أريده"، وبعد أيام قليلة، جاء حكم القاضي ليهدد أحد أعمدة سياساته الاقتصادية.

الرهانات الآن مرتفعة بالنسبة لترامب، إذ بدأ في وضع الخطط لانتخابات التجديد النصفي للحزب الجمهوري. لم يخفِ عواقب الفشل، بل ألمح حتى إلى أن فقدان رسومه الجمركية سيكون "كارثة كاملة" بالنسبة للولايات المتحدة.

حكم الرسوم الجمركية

يوم الجمعة الماضي، قضت محكمة استئناف بأن ترامب استند بشكل خاطئ إلى قانون حالة الطوارئ النادر الاستخدام كأساس لرسومه الجمركية العالمية، لكنها أبقت على هذه الرسوم أثناء مراجعة القضية.

ومع ذلك، أعاد هذا الحكم جميع العلاقات التجارية الدولية للولايات المتحدة إلى حالة من عدم اليقين والفوضى، بينما بدا أن معدلات الرسوم الجمركية لمعظم الشركاء التجاريين قد استقرت أخيرًا في أغسطس.

إذا تم تأييد هذا الحكم في النهاية، فلن يفقد ترامب رؤيته للاقتصاد الأمريكي الجديد فحسب، بل سيفقد أيضًا إنجازه التشريعي الوحيد - "القانون الكبير والجميل" الذي تبلغ قيمته 3.4 تريليون دولار أمريكي (3.4 trillions)، والذي خفض الضرائب والإنفاق الفيدرالي - كسبب تمويل. كمرشح، وعد ترامب بأن رسومه الجمركية ستكون أيضًا جزءًا من ثورة "اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" (MAGA)، وستسهم في إحياء الصناعة المحلية.

قال مستشار البيت الأبيض للتجارة نافارو عن هذا الحكم الذي جاء بنتيجة 7 أصوات مقابل 4: "لذا فهو حكم سيئ. لكن الخبر السار هو أن المعارضة كانت قوية جدًا جدًا". "أعتقد أنه يوفر خارطة طريق واضحة جدًا لكيفية إصدار المحكمة العليا حكمًا لصالحنا في النهاية."

الصراع مستمر

خلال حملته الانتخابية لعام 2024، كرر ترامب وعده بإنهاء الصراع الروسي الأوكراني في "اليوم الأول"، مستندًا إلى ما يعتبره قدرته الأسطورية على إبرام الصفقات وعلاقته الوثيقة مع بوتين.

خلال الأشهر الثمانية التي قضاها رئيسًا، انتقد ترامب زيلينسكي وحاول إقناع بوتين بالتوصل إلى نوع من الاتفاق لإنهاء الصراع، بل وقدم لبوتين معاملة السجادة الحمراء وقمة في ألاسكا.

ترك بوتين لدى ترامب انطباعًا بأنه سيجري محادثات مباشرة مع زيلينسكي للتفاوض على تبادل أراضٍ محتمل لإنهاء الصراع، لكن زيلينسكي لا يزال يعارض التخلي عن المزيد من الأراضي، وأعلن المسؤولون الروس بعد القمة بوقت قصير أنه لا توجد محادثات وشيكة.

أبدى ترامب أحيانًا خيبة أمله تجاه الزعيم الروسي، وحدد مهلة أسبوعين لبوتين للموافقة على المحادثات، وانتهت هذه المهلة يوم الاثنين.

شنت الكرملين الأسبوع الماضي واحدة من أعنف هجماتها بالطائرات المسيرة والصواريخ هذا العام، مستهدفة مبانٍ سكنية في أوكرانيا وأدت إلى مقتل ما لا يقل عن أربعة أطفال.

قال الرئيس الفرنسي ماكرون في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني ميرتس يوم الجمعة الماضي، إن القادة الأوروبيين يشعرون بخيبة أمل متزايدة من محاولات ترامب لحل الصراع، "وهذا يعني مرة أخرى أن الرئيس بوتين خدع الرئيس ترامب".

يبدو أن ترامب نفسه فوجئ بعدم استجابة بوتين لنداءاته. وقال في مقابلة نُشرت يوم السبت الماضي: "كانت علاقتنا جيدة لسنوات عديدة، في الواقع جيدة جدًا. لهذا السبب كنت أعتقد حقًا أننا سنتمكن من حل هذه المسألة".

كان ترامب يأمل في أن تضمن له قمة ثلاثية تجمعه مع بوتين وزيلينسكي جائزة نوبل للسلام التي طالما طمح إليها. وبدلاً من ذلك، ظل يؤكد مرارًا أنه لعب دورًا مهمًا في حل العديد من النزاعات، بل وحاول إقناع قادة نزاعات مثل أرمينيا وأذربيجان بترشيحه للجائزة.

جدل حول الهجرة ومكافحة الجريمة

بعض أولويات ترامب الأخرى مثيرة للجدل أيضًا، حيث أضافت المحاكم نهاية هذا الأسبوع مقاومة قضائية جديدة لجهوده في الترحيل.

في وقت متأخر من يوم الجمعة الماضي، أوقف قاضٍ استخدام الإدارة الحالية لما يسمى "الترحيل السريع" ضد المهاجرين غير الموثقين الذين عاشوا في الولايات المتحدة لفترة من الوقت. ويوم الأحد الماضي، أوقف قاضٍ آخر ترحيل أطفال غواتيمالا دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة. ولا تزال قضايا أخرى قيد النظر.

ملاحظة: الترحيل السريع (Expedited Removal) هو إجراء إداري أمريكي يسمح لمسؤولي الهجرة بترحيل الأجانب الذين لا يستوفون شروط الدخول أو يقيمون بشكل غير قانوني مباشرة، عادة دون المرور بمحكمة الهجرة.

بعد أن استولى ترامب على الحرس الوطني في واشنطن العاصمة وعيّن عملاء اتحاديين آخرين لمعالجة قضايا الجريمة في العاصمة، هدد باتخاذ إجراءات مماثلة ضد بعض حكام الولايات الديمقراطيين المعارضين له، مما قد يؤدي إلى المزيد من المعارك القضائية.

ليس ذلك فحسب، بل قد تضر سياسات ترامب بوعوده الانتخابية، حيث تشمل الولايات المستهدفة مراكز حضرية كبرى ذات كثافة سكانية عالية من الأقليات، وقد ألمح إلى أن هذه الفئات ستستفيد من سياسات ولايته الثانية. في يوليو، ارتفعت معدلات البطالة بين الأمريكيين من أصل أفريقي إلى أكثر من 7%، وهو مستوى لم يُشهد منذ تعافي الولايات المتحدة من جائحة كوفيد-19.

طريق صعب أمامه

مع وجود شكوك حول اثنين من أعمدة رئاسة ترامب الرئيسية، يخطط ترامب لزيارة دولة إلى المملكة المتحدة في سبتمبر، كما سيلقي كلمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث لا يزال واحدًا من قلة من القادة العالميين الذين يدعمون بالكامل رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في هجومه على غزة.

إذا تم إحباط محاولته لإقالة عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي كوك بتهمة الاحتيال في الرهن العقاري، فقد يواجه ترامب انتكاسة كبيرة أخرى. وقد رفع كوك دعوى قضائية، وأشارت المحكمة العليا إلى أن إقالة مسؤول من مجلس الاحتياطي الفيدرالي المستقل قد تكون أصعب من إقالة رؤساء وكالات أخرى.