تحول ترامب المفاجئ بشأن طاقة الرياح يقوض مستقبل الطاقة النظيفة

قامت إدارة ترامب مرة أخرى بتعطيل قطاع طاقة الرياح البحرية من خلال إلغاء تمويل اتحادي بقيمة 679 مليون دولار لاثني عشر مشروعًا بحريًا، وفقًا لتقارير حديثة. وقد نُسب هذا القرار إلى مخاوف واسعة تتعلق بـ"الأمن القومي"، مما تسبب في حالة من عدم اليقين الكبيرة وأثار تساؤلات حول مستقبل الصناعة [1]. تشمل المشاريع المتأثرة مزرعة Revolution Wind التي أوشكت على الاكتمال وتبلغ قيمتها 6.2 مليار دولار، بالإضافة إلى مشاريع أخرى في رود آيلاند ونيويورك وأيداهو. وعلى الرغم من حصول هذه المشاريع على جميع الموافقات الفيدرالية اللازمة وإحرازها تقدمًا كبيرًا نحو الاكتمال، فقد تم إيقافها فجأة دون مبرر واضح من الإدارة [1].

وقد أدى هذا التحرك إلى ردود فعل قانونية وسياسية من قادة الولايات ومطوري الطاقة، الذين يجادلون بأن هذا الإجراء يقوض ثقة المستثمرين ويهدد انتقال الولايات المتحدة إلى الطاقة النظيفة. ويحذر المحللون من أن مثل هذا التدخل السياسي في المراحل المبكرة من تطوير المشاريع قد يكون له عواقب دائمة، خاصة فيما يتعلق بجذب رؤوس الأموال إلى قطاع الطاقة المتجددة [1]. وأكد مايكل جيرارد، مدير مركز Sabin لقانون تغير المناخ في جامعة كولومبيا، أن القرار يبعث برسالة مخيفة: "إذا حصلت على جميع تصاريحك وأنفقت مليارات الدولارات، ومع ذلك يمكنهم إيقاف المشروع، فمن سيرغب في استثمار أمواله؟" [1].

إن إلغاء هذه المشاريع لا يعرض فقط آلاف الوظائف ومليارات الاستثمارات في الطاقة النظيفة للخطر، بل يهدد أيضًا موثوقية الشبكة الكهربائية في شمال شرق البلاد، وهي منطقة تعتمد بشكل كبير على الطاقة المتجددة لتلبية احتياجاتها من الكهرباء [1]. وتعد طاقة الرياح البحرية، على وجه الخصوص، عنصرًا أساسيًا في استراتيجية الولايات المتحدة لتقليل انبعاثات الكربون واستقرار شبكة الكهرباء. كان من المتوقع أن توفر هذه المشاريع الكهرباء لمئات الآلاف من المنازل وتدعم التصنيع المحلي ووظائف النقابات. ويبرز هذا التراجع المفاجئ هشاشة القطاع أمام التحولات السياسية ويثير مخاوف بشأن استقرار سوق الطاقة النظيفة في الولايات المتحدة على المدى الطويل [1].

يأتي هذا القرار أيضًا في وقت يشهد فيه قطاع الطاقة المتجددة نموًا كبيرًا. فقد شكلت طاقة الرياح والطاقة الشمسية أكثر من 40 بالمئة من إنتاج الكهرباء في الولايات المتحدة في عام 2024، ارتفاعًا من 28 بالمئة قبل ما يقرب من عقدين [2]. ويقود هذا النمو انخفاض التكاليف، والحوافز الحكومية، والطلب المتزايد على الطاقة النظيفة، خاصة في ولايات مثل تكساس التي تتصدر في إنتاج كل من الرياح والطاقة الشمسية [2]. ومع ذلك، فإن غياب الدعم الفيدرالي المستمر قد يعيق المزيد من التطوير ويضغط على قدرة الصناعة على التوسع بالوتيرة اللازمة.

بينما يستمر التوظيف في قطاع الطاقة المتجددة في الارتفاع، هناك تحديات في قياس القوى العاملة بدقة بسبب التفاوت في طرق جمع البيانات. فعلى سبيل المثال، يختلف مكتب إحصاءات العمل ووزارة الطاقة بشكل كبير في تقييمهما للوظائف في القطاع. فقد أبلغت وزارة الطاقة عن وجود 125,000 وظيفة في صناعة الرياح في عام 2022، مقارنة بـ 8,000 فقط حسب مكتب إحصاءات العمل، مما يبرز الحاجة إلى بيانات أكثر شمولاً وتوحيدًا [2]. ومع توقع زيادة الطلب على الكهرباء في السنوات القادمة، مدفوعًا بالذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات والكهرباء، سيكون ضمان وجود قوة عاملة مدربة بشكل كاف أمرًا بالغ الأهمية لدعم توسع البنية التحتية للطاقة المتجددة [2].

المصدر: