الناتج المحلي الإجمالي للبلوكشين: دفعة ترامب التكنولوجية التي هزت الأسواق

أطلقت الحكومة الأمريكية مبادرة لنشر البيانات الاقتصادية الرسمية على شبكات البلوكشين العامة، بدءًا بإصدار أرقام الناتج المحلي الإجمالي (GDP). تقود هذه الجهود وزارة التجارة تحت إشراف الوزير Howard Lutnick، وتعد هذه الخطوة أول تكامل كبير لتقنية البلوكشين ضمن إطار التقارير الاقتصادية الأمريكية. تم توزيع البيانات عبر تسع شبكات بلوكشين، بما في ذلك Bitcoin وEthereum وSolana وTRON وStellar وAvalanche وArbitrum One وPolygon PoS وOptimism، بالإضافة إلى أوراكل مثل Pyth وChainlink، التي تسهل نقل البيانات بين الأنظمة المالية التقليدية وتطبيقات البلوكشين.

وُصفت هذه الخطوة بأنها "إثبات للمفهوم" وليست بديلاً عن طرق نشر البيانات التقليدية. بل إنها تضيف قناة جديدة مقاومة للتلاعب للوصول الفوري إلى الإحصاءات الاقتصادية. وأكدت وزارة التجارة أن مبادرة البلوكشين تهدف إلى تعزيز شفافية وإتاحة البيانات الاقتصادية الحيوية، وضمان سلامتها من خلال التحقق التشفيري. تتماشى هذه المبادرة مع الدعم الأوسع الذي تقدمه إدارة ترامب للعملات المشفرة وتقنية البلوكشين، وهو تحول يختلف بشكل حاد عن النهج التنظيمي الأكثر حذرًا في الإدارة السابقة.

ستعمل كل من Pyth Network وChainlink، المشاركين الرئيسيين في المبادرة، كأوراكل للتحقق من بيانات الناتج المحلي الإجمالي وتوزيعها على السلسلة. تشمل البيانات القيم المطلقة للناتج المحلي الإجمالي والتغيرات السنوية المئوية، وسيتم تحديثها شهريًا أو ربع سنويًا، بما يتماشى مع جداول الإصدار التقليدية. تتيح هذه الشراكة تطوير تطبيقات جديدة في التمويل اللامركزي (DeFi)، مثل استراتيجيات التداول الآلي، الأوراق المالية المرمزة، وأسواق التنبؤ الاقتصادي الفوري.

لقد أدت المبادرة بالفعل إلى ردود فعل كبيرة في السوق. حيث شهدت رموز كل من Pyth وChainlink ارتفاعات حادة في الأسعار بعد الإعلان. ارتفع الرمز الأصلي لشبكة Pyth، PYTH، بأكثر من 70% في يوم واحد، بينما ارتفع رمز LINK الخاص بـChainlink بأكثر من 5%. ويعكس ذلك تزايد ثقة المستثمرين في بنية البلوكشين التحتية وإمكانية الأنظمة اللامركزية في دعم شفافية بيانات الحكومة.

أكد وزير التجارة Lutnick على إمكانيات المبادرة في تحديث كيفية مشاركة البيانات الاقتصادية بين الوكالات الفيدرالية. وأشار إلى أن البرنامج سيتم توسيعه ليشمل مؤشرات اقتصادية رئيسية أخرى بعد الانتهاء من التنفيذ الأولي. وتأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية أوسع لجعل الولايات المتحدة رائدة عالميًا في تقنية البلوكشين والتمويل الرقمي. كما تعكس المبادرة تزايد الاهتمام بتبني البلوكشين بين الحكومات عالميًا، حيث تستخدم عدة دول بالفعل هذه التقنية لتخزين البيانات بشكل آمن، والهوية الرقمية، والمعاملات عبر الحدود.

على الرغم من حماس الإدارة لتقنية البلوكشين، من المهم التمييز بين التسجيل الآمن للبيانات ودقة البيانات نفسها. فبينما تضمن البلوكشين بقاء البيانات دون تغيير وقابلة للتحقق، تظل الأرقام الاقتصادية الفعلية خاضعة لنفس عمليات جمع البيانات والتقدير كما كان من قبل. ومع ذلك، تفتح المبادرة إمكانيات جديدة للمطورين والمشاركين في السوق للتفاعل مع البيانات الاقتصادية بطرق مبتكرة، مثل دمجها في العقود الذكية وتطبيقات DeFi. وقد يؤدي ذلك إلى أنظمة مالية أكثر كفاءة وشفافية، حيث تُتخذ القرارات المعتمدة على البيانات في الوقت الفعلي.

المصدر: