عيّنت شركة “تيذر”، الرائدة في سوق العملات المستقرة، خبيرًا من واشنطن في إطار مساعيها لتعزيز حضورها في الولايات المتحدة، وذلك في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب التي تُظهر موقفًا أكثر تأييدًا للأصول الرقمية.
فقد اختارت “تيذر”، “بو هاينز”، المدير التنفيذي السابق لمجلس الأصول الرقمية في البيت الأبيض، ليكون مستشارًا استراتيجيًا للأصول الرقمية والسياسة الأميركية. ويعكس هذا التعيين خطوة جديدة نحو توطيد نفوذ الشركة في صناعة السياسات الأميركية. يُذكر أن “هاينز”، الذي كان لاعب كرة قدم جامعية بارزًا ومرشحًا جمهوريًا سابقًا للكونغرس، هو محامٍ مُدرّب في جامعة ييل، وقد عُيّن في ديسمبر 2024 لدعم صياغة سياسات الأصول الرقمية في عهد الرئيس ترامب.
وعلى الصعيد العملي، تولى “هاينز” خلال فترة رئاسته لمجلس الأصول الرقمية دورًا محوريًا في الدفع نحو إقرار قانون GENIUS، الذي شكّل إطارًا قانونيًا اتحاديًا للعملات المستقرة. كما قاد قمة جمعت قادة القطاع مع مسؤولين حكوميين أميركيين رفيعي المستوى. غير أن مسيرته في البيت الأبيض توقفت بعد سبعة أشهر فقط، حين استقال في أوائل أغسطس قبل أن يعود إلى القطاع الخاص، وفق ما نقلته صحيفة ذا بلوك.
وبانضمام هاينز إلى “تيذر”، تبدو الشركة أقرب من أي وقت مضى إلى مراكز صنع القرار في واشنطن. فهذا التعاون يمنحها صلة مباشرة بدوائر السلطة، ويعزز طموحاتها في طرح عملة مستقرة مؤسسية تتماشى مع المعايير الأميركية، خصوصًا في ظل القانون الجديد.
وفي هذا السياق، أكد الرئيس التنفيذي باولو أردوينو أن الخطط الأميركية للشركة “تسير على قدم وساق”، مشددًا على أن خبرة هاينز التشريعية ستسهم في تعزيز التنفيذ العملي. وأوضح في بيان الثلاثاء أن “فهم هاينز العميق لمسار التشريعات، مقترنًا بشغفه بتطبيق تقنيات البلوكتشين، يجعله قيمة مضافة لا تُقدر بثمن مع دخول تيذر أكبر سوق مالي في العالم”.
وتجدر الإشارة إلى أن “تيذر” تُصدر العملة المستقرة الأشهر عالميًا USDT، والتي تجاوز المعروض المتداول منها حاجز 166 مليار دولار، بحسب بيانات منصة The Block. هذا الحجم الهائل يوضح مكانة تيذر المحورية في النظام المالي الرقمي، ويبرز أهمية استراتيجيتها في الساحة الأميركية خلال المرحلة المقبلة.
