انخفضت أسعار البيتكوين والإيثيريوم إلى أدنى مستوياتها بشكل ملحوظ يوم الأحد، حيث واصلت بيانات الاقتصاد الكلي الأميركية التي فاقت التوقعات الأسبوع الماضي التأثير على ثقة المستثمرين.
ووفقًا لصفحة أسعار العملات الرقمية على موقع “ذا بلوك”، تراجع سعر البيتكوين بنسبة 2% في اليوم السابق ليصل إلى 115,500 دولار أميركي. وفي وقت سابق من اليوم، هبط سعر العملة الرقمية إلى 115,046 دولارًا أميركيًا، أي بانخفاض نسبته 7.5% عن أعلى مستوى قياسي له عند حوالي 124,350 دولارًا أميركيًا الذي سُجّل يوم الأربعاء. كما انخفض سعر الإيثيريوم بنسبة 3.33% ليصل إلى 4,329 دولارًا أميركيًا.
وفي هذا السياق، صرّح فينسنت ليو، رئيس قسم تكنولوجيا المعلومات في شركة كرونوس للأبحاث، قائلاً: “يعكس الانخفاض الأخير في سعر البيتكوين حذر المستثمرين في ظل تضخم أميركي فاق التوقعات”. وأضاف: “ارتفاع التضخم يُضعف الآمال في خفض أسعار الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي، ويُعزز قوة الدولار، ويزيد من سلوك تجنّب المخاطرة”.
على صعيد آخر، توقّف الارتفاع القياسي للبيتكوين، الذي غذّته بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأميركي الضعيفة، بعدما سجّل مؤشر أسعار المنتجين لشهر يوليو نموًا بنسبة 3.3% على أساس سنوي، وهو ما جاء أعلى من التوقعات. وقد أشار محللون لصحيفة “ذا بلوك” إلى أن هذه البيانات حدّت من آمال المستثمرين في خفض محتمل لأسعار الفائدة في سبتمبر.
وفي ظل هذا التقلّب، أوضح ليو أن “المتداولين يترددون حاليًا في انتظار إشارات أوضح للاقتصاد الكلي ولأسواق العملات الرقمية قبل العودة بقوة إلى السوق”. وزاد من ضعف الثقة تصريح وزير الخزانة الأميركي سكوت موريسون، الذي أكد أن الحكومة لن تشتري بيتكوين لاحتياطيها الاستراتيجي، بل ستبحث عن طريقة أكثر “محايدة للميزانية” لتوسيع الاحتياطي.
من جانب آخر، أظهر مؤشر الخوف والجشع على موقع CoinMarketCap مستوى 56، وهو ما يشير إلى أن مستثمري العملات الرقمية في حالة “محايدة”. ومع ذلك، ترى راشيل لوكاس، محللة العملات الرقمية في بيتكوين ماركتس، أن بيانات تدفقات صناديق التداول الفورية توضح أن التراجع الحالي للسوق يرتبط أكثر بعمليات تدوير رأس المال وليس بانهيار القناعات.
وفي هذا الإطار، شهد يوم الجمعة الماضي خروجًا لرؤوس الأموال من صناديق بيتكوين المتداولة التابعة لغرايسكيل وآرك إنفست، في حين واصل صندوق IBIT التابع لشركة بلاك روك جذب التدفقات الصافية. كما سجّلت صناديق إيثر المتداولة الفورية اتجاهًا مشابهًا، وفقًا لبيانات SoSoValue. وأشارت لوكاس إلى أنه “رغم الانخفاض الطفيف في التدفقات اليومية، فإن حجم المشاركة المؤسسية لا يزال كبيرًا، مما يعكس تحوّل المستثمرين نحو منتجات منخفضة التكلفة بدلًا من الخروج الكامل من السوق”.
وأضافت المحللة أن مستويات الدعم الرئيسية الحالية تقع عند 115,000 دولار أميركي و112,500 دولار أميركي، محذّرة من أن كسر هذه المستويات قد يفتح الباب أمام هبوط نحو 110,000 دولار أميركي. ويتفق معظم المحللين على أن المحفّز الأهم للسوق في الفترة المقبلة سيبقى مرتبطًا بالبيانات الاقتصادية الكلية الأميركية.
وفي هذا الصدد، تتجه الأنظار الآن إلى ندوة جاكسون هول التي ينظمها الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع، حيث يُتوقع أن تؤثر النبرة الحذرة للمسؤولين في شهية المخاطرة. كما أن التدفقات المستمرة لصناديق الاستثمار المتداولة وتخصيصات الشركات ستُشكّل قاعدة داعمة لحركة السوق.
واختتم ليو بالإشارة إلى أن البيانات الأولية لطلبات إعانة البطالة، المقرر صدورها في 21 أغسطس، ستكون أيضًا عاملًا رئيسيًا في تحديد الاتجاه التالي للأسعار.
