من المقرر أن تعقد محكمة فيدرالية في نيويورك، يوم الثلاثاء، جلسةً قد تُمثل نقطة تحول رئيسية في الإجراءات الجنائية ضد “دو كوون”، المؤسس الشريك لشركة Terraform Labs.
فقد أمر القاضي بول إنجلماير، من المحكمة الجزئية الأميركية للمنطقة الجنوبية من نيويورك، “كوون” وفريقه القانوني بالمثول أمام المحكمة، مشيرًا إلى أن الجلسة قد تتضمن “تغييرًا في الإقرار”. كما نصحت المحكمة فريق الدفاع بإعداد بيان مفصل، يُعرف باسم “السرد”، يغطي جميع عناصر الجريمة أو الجرائم التي قد يُقرّ كوون بالذنب فيها.
ويُذكر أن “كوون”، الذي سُلِّم من الجبل الأسود إلى الولايات المتحدة في ديسمبر 2024 بعد معركة قانونية مطولة، محتجز فيدراليًا دون كفالة منذ ما يقرب من سبعة أشهر. وفي يناير الماضي، أقرّ ببراءته من تسع تهم جنائية، شملت الاحتيال في الأوراق المالية، والتلاعب بالسوق، وغسل الأموال، والاحتيال الإلكتروني. وتنبع هذه الاتهامات من دوره في انهيار نظام “تيرا” عام 2022، وهي أزمة كبّدت المستثمرين خسائر تُقدر بنحو 40 مليار دولار.
وبعد الانهيار مباشرة، ظلّ مكان وجود كوون مجهولاً لعدة أشهر، إلى أن ألقت السلطات في الجبل الأسود القبض عليه بتهمة استخدام وثائق سفر مزورة. وقد أثار احتجازه آنذاك طلبات تسليم متنافسة من كل من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، إلا أن محاكم الجبل الأسود قررت في نهاية المطاف نقله إلى الولايات المتحدة.
ورغم اقتراب موعد الجلسة، لا يزال من غير الواضح ما إذا تم التوصل إلى اتفاقية إقرار بالذنب مع المدعين العامين. وتشير سجلات المحكمة إلى أن مكتب المدعي العام الأميركي المؤقت، جاي كلايتون، قد دخل في “مناقشات مثمرة” مع فريق دفاع كوون خلال الأشهر الأخيرة، ما يفتح باب التكهنات حول احتمالية التوصل إلى تسوية.
ويأتي هذا التطور بعد أقل من أسبوع على إدانة المحكمة نفسها لرومان ستورم، المؤسس المشارك لشركة “تورنادو كاش”، بتهم تتعلق بتشغيل شركة لتحويل الأموال الرقمية دون ترخيص.
تجدر الإشارة إلى أن شركة Terraform Labs كانت قد واجهت في وقت سابق عقوبات تنظيمية قاسية، إذ وافقت في عام 2024 على تسوية بقيمة 4.5 مليار دولار مع هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، لإنهاء دعوى مدنية مرتبطة بالقضية.
وفي حال غيّر كوون اعترافه، فقد يشكل ذلك لحظة فارقة في واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في تاريخ تنظيم الأصول الرقمية، بما قد يترك أثرًا واسعًا على مستقبل هذا القطاع بأكمله.