انطلق موسم الأصول الرقمية في كوريا الجنوبية رسميًا، مع استعداد أبرز المؤسسات المالية في البلاد لإطلاق خدماتها في مجال العملات الرقمية والعملات المستقرة، تزامنًا مع اقتراب تطبيق التعديلات التنظيمية الجديدة.
وبحسب تقرير إعلامي محلي نُشر بتاريخ 3 أغسطس 2025، تعمل العديد من البنوك الكورية الجنوبية على تأسيس كيانات متخصصة، استعدادًا لتشريعات وشيكة تتيح لها إصدار وتشغيل العملات المستقرة بطريقة قانونية ومنظمة.
في هذا السياق، تسعى البنوك إلى تشكيل تحالف استراتيجي يسمح لها بدخول سوق الأصول الرقمية بشكل سريع وفعّال، مستفيدةً من البيئة التنظيمية المتغيرة.
الجدير بالذكر أن بنوكًا كبرى مثل ووري وشينهان سبق أن أبدت اهتمامها بدخول هذا القطاع منذ عامي 2018 و2019. غير أن إدارة الرئيس السابق مون جاي إن اتخذت موقفًا متحفظًا آنذاك، وفرضت حظرًا على العروض الأولية للعملات الرقمية، ما اضطر هذه البنوك إلى تأجيل مشاريعها.
أما اليوم، فقد تغير المشهد كليًا مع صعود الإدارة الحالية بقيادة لي جاي ميونغ، الداعمة لتقنيات البلوكتشين والعملات الرقمية. وضمن هذا التوجه، تعكف عدة لجان داخل الجمعية الوطنية على مراجعة حزمة من الإصلاحات الشاملة تهدف إلى دعم القطاع وتنظيمه وتحفيز الابتكار فيه.
وفي ظل هذه الأجواء، تتسابق البنوك التي تعاني من ضغوط مالية للاستفادة من الزخم التنظيمي. فعلى سبيل المثال، أطلق بنك ووري فريقًا متخصصًا بالأصول الرقمية يشرف على مجموعة من المبادرات، من بينها تطوير العملات المستقرة، وإطلاق محافظ رقمية متطورة.
هذا الفريق الجديد، الذي يضم تسعة أعضاء، يعمل ضمن قسم “منصة تحالف الأعمال” في البنك. كما وقّع ووري اتفاقية شراكة مع شركة ناشئة في مجال البلوك تشين لإحياء مشروعه الخاص بخدمات الحفظ الرقمي، بالإضافة إلى شراكات أخرى مع جهات لم يُكشف عنها لتأسيس تحالف عملات مستقرة.
وفي المقابل، لا يقف بنك KB Kookmin مكتوف اليدين، إذ أسس في يونيو الماضي “مجلس الاستجابة للأصول الرقمية”، كمبادرة تهدف إلى صياغة استراتيجية موحدة للمجموعة بأكملها في هذا المجال. وقد بدأ المجلس فعليًا بصياغة سيناريوهات للتعامل مع التحولات السياسية المحتملة، كما يستكشف شراكات مع شركات تأمين، وبطاقات ائتمان، وأوراق مالية، وإدارة أصول، لتعزيز موقعه في السوق.
من جهته، شكّل بنك KEB Hana فريق عمل يضم خبراء من إدارات مختلفة لدراسة إمكانيات إصدار عملات مستقرة مرتبطة بالوون الكوري، في خطوة تمهّد لمشاريع بنية تحتية رقمية مستقبلية. ويسعى البنك أيضًا إلى توسيع جهوده على المستوى الدولي، من خلال مبادرات في مجال حفظ العملات الرقمية، مشابهة لتلك التي أطلقها بنك ووري.
في السياق نفسه، أنشأ بنك Shinhan فريقًا متخصصًا للعملات الرقمية يتألف من 20 موظفًا، استعدادًا لتفعيل مبادرات رقمية متقدمة.
أما بنوك K وبوسان، وهما شريكا منصة Upbit الرائدة، فقد انخرطتا كذلك في مسار الاستعداد التنظيمي. وفي ظل هذه المنافسة، تقدم بنك K بطلب لتسجيل 32 علامة تجارية مرتبطة بالعملات المستقرة المدعومة بالوون، و49 علامة أخرى للعملات المرتبطة بعملات أجنبية.
ويُختتم التقرير بتأكيده على أن “تقنين العملات المستقرة سيجبر المؤسسات المالية على التحرك بسرعة لإطلاق خدمات مبتكرة والحفاظ على مواقعها الريادية في سوق يشهد تطورًا متسارعًا”.
