ختمت بيتكوين شهر يوليو عند سعر 115,644 دولارًا أميركيًا، مسجلةً بذلك أعلى إغلاق شهري لها في تاريخها الممتد على مدار 16 عامًا. ووفقًا لصفحة أسعار بيتكوين على موقع “ذا بلوك”، انخفضت أكبر عملة رقمية في العالم بنسبة 2.34% خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وفي هذا السياق، صرّحت راشيل لوكاس، محللة العملات الرقمية في “بي تي سي ماركتس”، قائلةً: “إن إغلاق بيتكوين الشهر عند أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 115,644 دولارًا أميركيًا ليس مجرد رقم رئيسي، بل هو انعكاس لمرونة السوق ونضجه المتزايد.”
وتابعت لوكاس، مشيرةً إلى ثبات سعر بيتكوين على الرغم من التحركات الكبيرة التي شهدها شهر يوليو، بما في ذلك نقل 80,000 بيتكوين إلى “غالاكسي ديجيتال” وبيعها لاحقًا. وقد تسبب هذا البيع في انخفاض قيمة العملة الرقمية مؤقتًا بنسبة 4%، إلا أن السوق استوعب التأثير بسرعة، مما دفع بيتكوين إلى التعافي مجددًا.
وأوضحت لوكاس: “يُظهر هذا المستوى من التعافي وجود قاعدة متينة من المشترين المستعدين للاستثمار، مما يؤكد الثقة المستدامة في بيتكوين كأصل.” وأضافت: “نشهد اليوم ثباتًا ملحوظًا لبيتكوين في مواجهة حالة عدم اليقين الاقتصادي الكلي، إلى جانب زيادة المشاركة المؤسسية.”
مع ذلك، وفي ظل الانخفاض الحالي بنسبة 2%، قد يواجه بيتكوين مزيدًا من عمليات جني الأرباح، خصوصًا مع تطلّع المستثمرين إلى تطورات عوامل الاقتصاد الكلي، مثل سياسة الاحتياطي الفيدرالي، وخطط ترامب المستقبلية بشأن التعريفات الجمركية، بالإضافة إلى تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة، بحسب ما أفاد به نيك روك، مدير الأبحاث في “LVRG”، في تصريح لصحيفة “ذا بلوك”.
وبالتزامن مع هذه التصريحات، شهدت صناديق تداول البيتكوين الفورية مؤخرًا تدفقات خارجية، إلى جانب انخفاض صافي التدفقات الداخلة خلال الأسبوع الماضي، ما يُشكّل تحوّلًا واضحًا مقارنةً مع التدفقات الداخلة القوية التي سُجّلت بين أوائل ومنتصف يوليو.
رغم هذا التراجع، عبّر روك عن تفاؤله بأن الانخفاض الحالي لن يدوم طويلًا، متوقعًا حدوث انتعاش خلال الشهر الجاري.
واختتمت لوكاس بقولها: “عند النظر إلى ما هو أبعد من التحركات اليومية، نرى أن الوضع طويل الأمد لبيتكوين لا يزال قويًا: فهو أصل نادر، لامركزي، ذو فائدة متنامية، وتتزايد أهميته في البيئة المالية العالمية اليوم.”
