ارتفعت أسعار العملات الرقمية بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، مدعومةً بنتيجة إيجابية في واشنطن العاصمة، وسط انتعاش السوق المتجدد والتطورات الاقتصادية الكلية الإيجابية. ويُعزى هذا الانتعاش إلى عدة عوامل سياسية واقتصادية ساهمت في تعزيز ثقة المستثمرين.
في هذا السياق، تصدّرت عملة الريبل (XRP) قائمة أفضل 20 عملة رقمية من حيث القيمة السوقية، إذ ارتفعت قيمتها بنحو 20% خلال اليوم وأكثر من 43% خلال أسبوع. وفي الوقت ذاته، شهدت عملة دوجكوين (Dogecoin) الرائدة ارتفاعًا بنسبة 9.5% خلال اليوم، و19.5% خلال الأسبوع، بحسب بيانات “كوين جيكو”.
من جهته، صرّح شون داوسون، رئيس قسم الأبحاث في منصة “ديريف (Derive)”، وهي منصة تداول الخيارات عبر سلسلة الكتل، لموقع “ديكريبت (Decrypt)”، بأن التقاء سياسات الحكومة الأمريكية المواتية والمشاركة المؤسسية الفعّالة أديا إلى عودة تدفق الاستثمارات إلى سوق العملات الرقمية.
وعلى الصعيد التشريعي، أقرّ مجلس النواب الأميركي، يوم الخميس، ثلاثة مشاريع قوانين تتعلق بالعملات الرقمية. ومن بين هذه القوانين، يتجه قانون GENIUS إلى مكتب الرئيس ترامب بعد أن أُقر من مجلس الشيوخ الشهر الماضي. وإذا جرى إقراره كقانون، كما هو متوقع، فسيُرسي إطارًا للشركات الخاصة لإصدار عملات مستقرة، وفق لوائح محددة تشمل متطلبات الاحتياطي، وعمليات التدقيق، ومعايير الشفافية.
بالإضافة إلى ذلك، أقرّ مجلس النواب قانون CLARITY وقانون مراقبة مكافحة العملات الرقمية للبنوك المركزية. يهدف القانون الأول إلى وضع إطار تنظيمي واضح لسوق العملات الرقمية، بينما يهدف القانون الثاني إلى منع الاحتياطي الفيدرالي من إصدار عملة رقمية خاصة بالبنك المركزي.
لكن ما زال القانونان في انتظار موافقة مجلس الشيوخ، قبل أن يُحال الملف بالكامل إلى مكتب الرئيس.
ويمثل هذا الحراك التشريعي تحولًا كبيرًا في استراتيجية إدارة الرئيس دونالد ترامب، التي تسعى إلى إعادة صياغة سياسة العملات الرقمية في الولايات المتحدة، وجعلها “عاصمة العملات الرقمية في العالم”.
وفي تعليقه على التطورات، قال داوسون إن إقرار قانون ترامب “الجميل الكبير” يتزامن مع تمديد التخفيضات الضريبية السابقة، فضلًا عن تعزيز الإنفاق الحكومي. وأوضح أن هذا الإنفاق المتزايد يثير مخاوف من أزمة ديون محتملة وتضخم اقتصادي، ما يدفع العديد من المستثمرين إلى اللجوء لأصول بديلة مثل العملات الرقمية كوسيلة للتحوّط ضد التضخم.
وتابع داوسون قائلًا: “لقد شهدنا أيضًا ارتفاعًا ملحوظًا في سندات الخزانة الخاصة بشركات إيثريوم، مثل Sharplink Gaming وBitmine Immersion Technologies”، مما يعكس توسعًا في النشاط الاستثماري المؤسسي.
ومن جهة أخرى، يشهد XRP تحديدًا ارتفاعًا حادًا في عدد العناوين الجديدة المنضمة إلى الشبكة، وهو ما تعتبره شركة Santiment مؤشرًا صعوديًا، لأنه يدل على تدفّق رؤوس أموال جديدة إلى السوق.
كما أشار داوسون إلى أن “ارتفاع معامل بيتا الخاص ببيتكوين” هو السبب الأساسي وراء الأداء المتفوق الأخير لكل من XRP وDogecoin مقارنةً بباقي العملات، إذ يجذب ذلك “رأس المال المضارب الباحث عن عوائد مرتفعة”. لكنه حذّر في الوقت نفسه من أن هذه الأصول معرضة أيضًا لتصحيحات حادة خلال فترات الركود.
وفي خضم هذا الزخم، ارتفعت أيضًا عملات بديلة أخرى مثل Curve DAO وBonk وHedera بأكثر من 40% خلال الأسبوع الماضي. أما بالنسبة إلى عملة XLM، فقد لفت المتداول المخضرم بيتر براندت يوم الخميس إلى أن البيتكوين تظل واحدة من أكثر الرسوم البيانية صعودًا بين العملات الرقمية الكبرى.
