“سايلور” يُضاعف رهانه على وصول بيتكوين إلى مليون دولار

لا يزال مايكل سايلور، الرئيس التنفيذي لشركة “ستراتيجي”، متمسكًا بإيمانه الراسخ بأن بيتكوين في طريقه لبلوغ حاجز المليون دولار. ففي مقابلة حديثة مع شبكة بلومبيرغ، نفى سايلور المخاوف من تجدد شتاء العملات الرقمية، معتبرًا أن تلك المرحلة أصبحت من الماضي. وأكد بقوله: “الشتاء لن يعود. لقد تجاوزنا تلك المرحلة؛ إذا لم يصل بيتكوين إلى الصفر، فسيصل إلى مليون دولار”.
ويستند سايلور في طرحه المتفائل إلى عاملين أساسيين: التزايد المستمر في تبني بيتكوين كمخزن للقيمة، ومحدودية عرضه الرقمي. وقد وجدت رؤيته دعمًا إضافيًا من شركة ARK Invest، التي رفعت مؤخرًا توقعاتها لسعر بيتكوين في عام 2030 من 1.5 مليون دولار إلى 2.4 مليون دولار.

وفي هذا السياق، شدد سايلور على معادلة العرض والطلب باعتبارها المحرك الأساسي لارتفاع السعر. وأوضح أنه يتم تعدين نحو 450 بيتكوين جديدة فقط يوميًا، وهو ما يعادل تقريبًا 50 مليون دولار بالأسعار الحالية. وبناءً عليه، يرى أنه إذا استمر الطلب المؤسسي على نفس الوتيرة أو تجاوزها، فإن ارتفاع السعر يصبح أمرًا حتميًا. وقال في هذا الصدد: “عند مستوى السعر الحالي، لا يتطلب الأمر سوى 50 مليون دولار لتدوير عجلة اقتصاد العملات الرقمية بالكامل دورة واحدة”.

منذ عام 2020، بدأت شركة “ستراتيجي” في تجميع بيتكوين بشكل مكثف، وتمكنت حتى اليوم من حيازة ما يقرب من 582,000 بيتكوين، أي ما يعادل حوالي 3% من إجمالي المعروض العالمي، وتُقدّر قيمة هذه الحيازات بنحو 64 مليار دولار.
علاوة على ذلك، أشار سايلور إلى تزايد الدعم المؤسسي والحكومي، وهو ما يُعزّز مستقبل بيتكوين بشكل أكبر. فقد أبدى كل من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، ووزير الخزانة سكوت بيسنت، ورئيس هيئة الأوراق المالية الأميركية بول أتكينز دعمهم المتزايد للأصول الرقمية. في المقابل، تتجه مؤسسات مالية كبرى مثل “بلاك روك” إلى شراء بيتكوين بشكل يومي، فيما تسعى البنوك التقليدية إلى تطوير حلول متقدمة لحفظ الأصول الرقمية.

كما لم تغب الحكومات عن المشهد. ففي 28 مايو، أعلنت باكستان عن نيتها إنشاء احتياطي استراتيجي من بيتكوين. وهي خطوة اعتبرها سامسون مو، الرئيس التنفيذي لشركة JAN3، بمثابة جرس إنذار للولايات المتحدة، داعيًا الأخيرة إلى التحرك سريعًا للحفاظ على تقدمها في هذا المجال.
رغم كل هذه المؤشرات الإيجابية، لم تلقَ خطة ستراتيجي بالترحيب الكامل. فقد أبدى بنك “سيغنوم” السويسري، المتخصص في الأصول الرقمية، تخوفه من أن تؤدي سيطرة الشركة على نسبة 5% من إجمالي معروض بيتكوين إلى نتائج عكسية. وأوضح في تقرير له: “تُشكّل الحيازات الكبيرة والمركّزة خطرًا على أي أصل. تقترب حيازات ستراتيجي من نقطة تُصبح فيها إشكالية”.
هذا التمركز الكبير قد يُقوّض جاذبية بيتكوين كأصل لامركزي وآمن، وهو ما يُثير تساؤلات بين المؤسسات المالية والبنوك المركزية بشأن مدى موثوقية السوق على المدى الطويل.

من جانب آخر، سلط محللون الضوء على المخاطر المالية الكامنة في نموذج ستراتيجي القائم على استخدام الديون القابلة للتحويل لشراء بيتكوين. ويرى الخبراء أن هذا النهج يُربط أداء سهم الشركة (MSTR) بسعر بيتكوين، مما يخلق حلقة تصاعدية خلال الأسواق الصاعدة، ولكنه يُعرض الشركة لمخاطر شديدة في فترات التراجع.
فإذا تراجع سعر بيتكوين بشكل حاد، وهبطت قيمة سهم MSTR إلى ما دون عتبات تحويل الديون، قد تجد ستراتيجي نفسها مضطرة إلى بيع جزء من بيتكوين لسداد التزاماتها. وهو ما قد يؤدي بدوره إلى خلق موجة ذعر أوسع في السوق. وقد حذّر تقرير سيغنوم من هذا السيناريو قائلاً: “إذا اختارت ستراتيجي بيع بيتكوين لتجنّب خصم الأسهم، فقد تكون النتيجة إشارةً ضارة للغاية للسوق”.

ختامًا، يعترف سايلور بأن الطريق نحو مليون دولار قد لا يكون خاليًا من العقبات، وقد يشهد تصحيحات قاسية تصل إلى انخفاضات بمئات الآلاف من الدولارات. إلا أنه يرى أن هذه المخاطر تُشكّل جزءًا من التطور الطبيعي لبيتكوين، مؤكدًا أن الأصل تجاوز أضعف مراحله. ومع أن قناعته تُلهم شريحة واسعة من المتحمسين للعملات الرقمية، إلا أن نهج شركته العدواني يُسلّط الضوء على التوتر القائم بين طموح اللامركزية وواقع التمركز المتزايد المُغذّى بالديون.