انتخابات كوريا الجنوبية الرئاسية تُعزّز آمال مستثمري العملات الرقمية

يشهد قطاع العملات الرقمية في كوريا الجنوبية دفعة قوية مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، حيث يخوض كلا المرشحين السباق عبر منصات داعمة لهذا القطاع، وقد تعهدا بتخفيف اللوائح التنظيمية وتوسيع نطاق الوصول إلى العملات الرقمية.
ومن المقرر أن يتوجه الكوريون الجنوبيون إلى صناديق الاقتراع في 3 يونيو لانتخاب رئيس جديد في انتخابات مبكرة، وذلك بعد عزل الرئيس السابق يون سوك يول من منصبه بسبب محاولته إعلان الأحكام العرفية في ديسمبر الأول الماضي.
في هذا السياق، يتصدر استطلاعات الرأي حاليًا لي جاي ميونغ، مرشح الحزب الديمقراطي (يسار الوسط)، والذي يواجه منافسه كيم مون سو، المرشح المحافظ المتشدد عن حزب “قوة الشعب”.

وقد طرح لي جاي ميونغ عدة مقترحات لتعزيز قطاع العملات الرقمية، من بينها تقنين صناديق التداول الفوري، والسماح لصندوق التقاعد الوطني الكوري الجنوبي، الذي تبلغ قيمته نحو 884 مليار دولار، بالاستثمار في العملات الرقمية. كما دعا إلى إصدار عملة مستقرة مدعومة من الوون الكوري، بهدف تحديث النظام المالي ووقف تدفقات رأس المال إلى الخارج.
وأكد خلال مناظرة سياسية في مايو قائلًا: “نحن بحاجة إلى إنشاء سوق عملات مستقرة مدعومة من قبل الحكومة لمنع تسرب الثروة الوطنية إلى الخارج”، مضيفًا: “سأهيئ بيئة استثمارية آمنة تُمكّن الشباب من بناء أصول والتخطيط لمستقبلهم”.

بالإضافة إلى ذلك، يسعى لي إلى تخفيف القواعد المصرفية الصارمة التي تُلزم منصات تداول العملات الرقمية بالشراكة مع البنوك المرخصة لتقديم خدمات العملات الورقية، معتبرًا أن ذلك يعيق الابتكار والتوسع.
من جهته، لا يختلف كيم مون سو كثيرًا في موقفه؛ إذ يدعم هو الآخر تقنين صناديق الاستثمار المتداولة الفورية للعملات الرقمية، بل وأعرب عن تأييده لمقترحات لي، ما يُظهر توافقًا نادرًا بين الحزبين بشأن هذا الملف الحيوي. كما تعهد كيم هو الآخر بتخفيف اللوائح وتوسيع تبني العملات الرقمية على المستوى الوطني.

وفي هذا الإطار، صرّح سيمون سيوجون كيم، الرئيس التنفيذي لشركة “هاشد فينتشرز” لرأس المال الاستثماري ومقرها سيول، لوكالة بلومبرغ قائلًا: “مع دعم جميع المرشحين الرئيسيين لسياسات العملات الرقمية، يواجه مستثمرو العملات الرقمية في البلاد فوزًا واضحًا بغض النظر عن نتيجة الانتخابات”.
وقد أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة غالوب كوريا في 28 مايو أن 49% من المشاركين يؤيدون لي، بينما قال 36% إنهم سيصوتون لكيم.

الحاجة المُلحّة إلى لوائح تنظيمية واضحة

تنبع الحاجة المُلِحّة إلى لوائح تنظيمية واضحة من ازدياد مشاركة مستخدمي العملات الرقمية بالتجزئة في كوريا الجنوبية. ففي يوليو 2024، تم تطبيق قوانين أكثر صرامة فرضت متطلبات مشددة على منصات التداول، شملت إمكانية فرض عقوبات بالسجن مدى الحياة على المخالفين الجنائيين.
وفي 20 مايو، وضعت هيئة الخدمات المالية في البلاد اللمسات الأخيرة على حزمة من الإجراءات التنظيمية الجديدة، شملت إرشادات محددة لمبيعات العملات الرقمية غير الربحية، إلى جانب معايير أكثر صرامة لإدراج العملات على منصات التداول.

وفي خطوة تعكس اهتمام الأحزاب السياسية بالنمو الرقمي، أطلق الحزب الديمقراطي في مايو لجنة خاصة بالأصول الرقمية، تهدف إلى تطوير السياسات التنظيمية وتعزيز نمو قطاع العملات الرقمية في البلاد.
ولا شك أن كوريا الجنوبية تُعد من أكثر أسواق العملات الرقمية نشاطًا في العالم؛ إذ يشارك أكثر من 18 مليون شخص، أي ما يزيد على ثلث السكان، في تداول العملات الرقمية، وفقًا لوكالة بلومبرغ. بل إن أحجام التداول اليومية على المنصات الرقمية تتجاوز في بعض الأحيان مؤشرات الأسهم الرئيسية، وقد تجاوز عدد المستخدمين النشطين مؤخرًا 16 مليونًا.