“ريبل” تحثّ هيئة الأوراق المالية على تحديد وضع الأصول الرقمية قانونيًا

قدّمت شركة ريبل رسالة إضافية إلى فريق عمل العملات الرقمية التابع لهيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية (SEC)، مطالبةً بوضع إرشادات أوضح بشأن النقطة المحورية: متى يتوقف الأصل الرقمي عن كونه جزءًا من عقد استثمار؟
وقد جاءت هذه الرسالة ردًا على سؤال رئيسي طرحته المفوضة هيستر بيرس في خطابها الأخير بعنوان “النموذج الجديد”، حيث تساءلت: “متى ينفصل الأصل المشفّر عن عقد الاستثمار ويتوقف اعتباره ضمانًا؟”

في هذا السياق، أشارت ريبل إلى التحليل القانوني القائم، مستشهدةً على وجه الخصوص بورقة نُشرت عام 2022 بعنوان “الطريقة الحتمية لقانون الأوراق المالية”، والتي تُجادل بأن معظم الأصول الرقمية القابلة للاستبدال والمتداولة في الأسواق الثانوية لا تُعد أوراقًا مالية، نظرًا لأنها لا تتضمن التزامات مستمرة بين المشترين والجهات المُصدِرة الأصلية.
علاوةً على ذلك، استشهدت الشركة بحكم صدر عام 2023 في القضية المرفوعة من هيئة الأوراق المالية والبورصات ضد شركة Ripple Labs، حيث قضت المحكمة بأن عملة XRP ليست بطبيعتها ورقة مالية، وأن بعض المبيعات المؤسسية المبكرة فقط تُعتبر عقود استثمار.

وبهدف تقديم حل عملي، اقترحت ريبل في رسالتها اختبارًا قانونيًا واضحًا لتحديد ما إذا كان الأصل الرقمي لا يزال مرتبطًا بعقد استثمار. وتنصّ هذه القاعدة المقترحة على أنه يُفترض انفصال الأصل الرقمي عن عقد الاستثمار ما لم يتحقق شرطان: أن يكون المُصدر قد قدم وعودًا جوهرية لم تُنفذ بعد، وأن يمتلك الحامل الحالي حقوقًا قابلة للتنفيذ ضد المُصدر.

هذا وترى “ريبل” أن اعتماد هذا النهج القانوني من شأنه أن يمنع الجهات التنظيمية من استهداف الأصول استنادًا إلى أصلها فقط، ويمنح المشاركين في السوق درجة أكبر من اليقين القانوني. وشدّدت الرسالة على أن “الملاذ الآمن السليم يجب أن يعمل ضمن النطاق الحالي لقانون الأوراق المالية الفيدرالي، لا أن يُوسّعه”، مؤكدةً على أهمية الوضوح القانوني الذي يحمي الجهات الفاعلة حسنة النية دون أن يفتح الباب أمام استغلال الجهات السيئة النية.

في السياق عينه، انتقدت ريبل المفاهيم التنظيمية المبهمة مثل مفهوم “اللامركزية الكافية”، داعيةً بدلًا من ذلك إلى اعتماد معايير موضوعية، مثل نضج الشبكة، وسجل التداول العام، وغياب السيطرة الأحادية من جهة واحدة. وأكدت الشركة أن أي قواعد جديدة يجب أن تستند إلى القانون الحالي، لا أن تُصاغ عبر أدوات الإنفاذ فقط.
ويأتي هذا الإيداع في وقت حساس، إذ تقترب فيه شركة ريبل وهيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية من المراحل النهائية لمعركة قانونية دامت سنوات. وقد رفضت القاضية أناليزا توريس، في 15 مايو، مقترح التسوية السابق بسبب مشاكل إجرائية، إلا أنه من المتوقع أن يعيد الطرفان تقديم الإيداع خلال الفترة المقبلة.