رغم تحذيرات صندوق النقد.. السلفادور تواصل شراء البيتكوين
اشترت السلفادور ثماني عملات بيتكوين إضافية يوم الثلاثاء، رغم التحذيرات المتكررة من صندوق النقد الدولي (IMF) الذي شدد على ضرورة تجميد الحكومة لعمليات الاستحواذ على العملات الرقمية، تماشيًا مع شروط اتفاقية قرض بقيمة 1.4 مليار دولار.
وجاءت هذه الخطوة بعد وقت قصير من توصل موظفي صندوق النقد الدولي والسلطات السلفادورية إلى اتفاق على مستوى الموظفين بشأن المراجعة الأولى لبرنامج “تسهيل الصندوق الممدد” (EFF) الذي يمتد لـ40 شهرًا. وقد أشادت هذه المراجعة بالإصلاحات الاقتصادية التي نفذتها السلفادور، مشيرة إلى أنها حققت معظم الأهداف وساهمت في تحسين استقرار الاقتصاد الكلي.
وفي هذا السياق، أشار صندوق النقد الدولي إلى التقدم المحرز في تنفيذ المعايير الهيكلية، والإصلاحات المالية، فضلاً عن السيطرة على التضخم. ومع ذلك، أعاد التأكيد على ضرورة عدم زيادة حجم البيتكوين في المحافظ الحكومية، مشددًا على الموعد النهائي في يوليو لتقليص مشاركة القطاع العام في محفظة “تشيفو” الحكومية.
ورغم أن الصندوق قد كرر هذا الموقف في عدة مناسبات، إلا أن جهوده لم تُحقق نجاحًا يُذكر حتى الآن. إذ تمتلك السلفادور حاليًا ما يقارب 6200 بيتكوين، تُقدّر قيمتها بأكثر من 674 مليون دولار، بحسب بيانات شركة “أركام إنتليجنس”.
وعلى الرغم من الالتزامات السابقة التي تعهدت بها الحكومة للحد من تدخل الدولة في أنشطة العملات الرقمية، واصل مكتب البيتكوين التابع لها تعزيز الاحتياطي الوطني من خلال عمليات شراء منتظمة.
وقد أدى هذا الوضع إلى نشوء خلاف هادئ بين صندوق النقد الدولي وإدارة الرئيس نجيب بوكيلي. فبينما أوقفت الحكومة رسميًا عمليات شراء البيتكوين المباشرة امتثالًا لشروط القرض، يواصل مكتب البيتكوين العمل خارج الإطار المالي التقليدي المعتمد.
ويُتيح هذا التمييز القانوني للمكتب تنفيذ عمليات استحواذ يومية صغيرة، من دون أن يُعد ذلك انتهاكًا لمعايير الأداء التي وضعها الصندوق.
وفي هذا الإطار، صرح رودريغو فالديز، مدير إدارة نصف الكرة الغربي في صندوق النقد الدولي، خلال مؤتمر صحفي عُقد في أبريل/نيسان الماضي لتقديم تقرير التوقعات الاقتصادية الإقليمية، قائلًا – كما نشر موقع “ديكريبت” -:
“فيما يخص السلفادور، أود أن أؤكد أنها لا تزال ملتزمة بعدم تراكم البيتكوين من قبل القطاع المالي العام، وهو معيار أداء معتمد لدينا”.
من جانبه، سخر الرئيس نجيب بوكيلي، الذي جعل من البيتكوين رمزًا لصورته العالمية، من التحذيرات التي تشير إلى إمكانية تراجع الحكومة عن هذه السياسة.
ورغم أن التعديلات القانونية الأخيرة قد ألغت صفة الإلزام عن البيتكوين كعملة قانونية، إلا أنها أبقت عليه كخيار قانوني اختياري. وبذلك تكون السلفادور قد أوفت بشروط صندوق النقد الدولي، من دون التخلي عن الخطاب السياسي الذي يتبناه بوكيلي.
وفي موازاة ذلك، من المتوقع أن تتيح الاتفاقية الأوسع نطاقًا، إلى جانب حزمة صندوق النقد الدولي البالغة 1.4 مليار دولار، تمويلًا إضافيًا يصل إلى ملياري دولار من بنوك التنمية. كما يُنتظر أن تُساهم في دعم جهود السلفادور لإدارة عبء الدين العام، الذي بلغ نحو 85% من الناتج المحلي الإجمالي في العام الماضي.
إخلاء المسؤولية: يعكس محتوى هذه المقالة رأي المؤلف فقط ولا يمثل المنصة بأي صفة. لا يُقصد من هذه المقالة أن تكون بمثابة مرجع لاتخاذ قرارات الاستثمار.
You may also like
محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة يكشف عن توقعات حذرة، وأسعار فائدة ثابتة، وما يعنيه ذلك بالنسبة للعملات الرقمية

الإمارات تقود التحول الرقمي المالي بإطلاق أول ترخيص رسمي لـ “المؤثرين الماليين”
“سيركل” تجمّد 57 مليون دولار من USDC بسبب فضيحة “ليبرا”
شركة XBTO تنال الترخيص الكامل من ADGM لتوسيع خدمات الأصول الرقمية المؤسسية
Trending news
المزيدأسعار العملات المشفرة
المزيد








