مؤشر الخوف والطمع للعملات المشفرة: دليلك لاتخاذ قرارات تداول أكثر ذكاءً

إذا سبق لك أن شاهدت سوق العملات المشفرة يتأرجح بشكل كبير من المكاسب الكبيرة إلى الانهيارات المفاجئة، فقد رأيت قوة العواطف في العمل. الخوف والطمع هما من أكبر القوى التي تدفع وتحرك أسعار العملات المشفرة. وعندما يشعر المتداولون بالخوف، فإنهم يبيعون بسرعة - مما يدفع الأسعار إلى الانخفاض. وعندما يصبحون طامعين فإنهم يشترون بقوة - وغالبًا ما يؤجج الفقاعات. وقد يكون من الصعب تحديد هذه الموجات العاطفية إذا كنت جديدًا في السوق، ولكن توجد أداة بسيطة تساعدك: مؤشر الخوف والطمع للعملات المشفرة.

يقيس هذا المؤشر المعنويات العامة لسوق العملات المشفرة ويلخصها في رقم واحد، من 0 (الخوف الشديد) إلى 100 (الطمع الشديد). وهو مصمم لمساعدة المتداولين على فهم ما إذا كان السوق يتصرف بحذر أو ينجرف. وفي هذه المقالة، ستتعرف على مؤشر الخوف والطمع للعملات المشفرة، وكيف يعمل، وكيف يمكنك استخدامه لاتخاذ قرارات تداول أكثر استنارة وأقل عاطفية.

ما هو مؤشر الخوف والطمع للعملات المشفرة؟

يُعد مؤشر الخوف والطمع للعملات المشفرة مؤشرًا يوميًا يتتبع الحالة المزاجية العامة لسوق العملات المشفرة. وقد تم إنشاؤه في أوائل عام 2018 من خلال منصة تحليلات البيانات Alternative.me، المستوحاة من مؤشر مماثل يستخدم في سوق الأسهم التقليدية. ويكمن الغرض من المؤشر في قياس الحالة العاطفية لمستثمري العملات المشفرة وتبسيطها في درجة واحدة بين 0 (الخوف الشديد) و100 (الطمع الشديد).

● النتيجة القريبة من 0 تعني أن المتداولين متوترون أو متشائمون - وغالبًا ما يبيعون الأصول بدافع الخوف.

● النتيجة بالقرب من 100 تعني أن المتداولين متفائلون للغاية وربما يطاردون الأسعار خلال دورة الضجيج في السوق.

وتعتمد الفكرة وراء المؤشر على حقيقة معروفة في الاستثمار: الأسواق مدفوعة بالعاطفة وليس المنطق فقط. حيث عندما يهيمن الخوف، يميل الناس إلى البيع بسعر منخفض. وعندما يسيطر الطمع، فإنهم غالبًا ما يشترون بسعر مرتفع. ومن خلال تتبع هذا السلوك، يمكن للمؤشر مساعدة المتداولين على التعرف على التطرف العاطفي والتصرف بشكل أكثر عقلانية.

آلية عمل مؤشر الخوف والطمع للعملات المشفرة؟

لا يستمد مؤشر الخوف والطمع للعملات المشفرة نتيجته من فراغ - فهو يعتمد على مصادر بيانات متعددة تعكس معنويات المستثمرين من زوايا مختلفة. ويتم تعيين وزن محدد لكل عامل في النتيجة النهائية، ويتم تحديث المؤشر يوميًا ليعكس أحدث مزاج للسوق.

1. التقلّب (25 %)

يقيس هذا مدى تقلب سعر عملة البيتكوين مقارنة بالمتوسطات الأخيرة (عادة ما يزيد عن 30 و90 يومًا). تشير التقلبات العالية - وخاصة الانخفاضات الحادة في الأسعار - إلى ارتفاع الخوف في السوق.

2. زخم السوق وحجم التداول (25%)

يبحث هذا المكون في حجم التداول الحالي وزخم السوق. وعندما ترتفع الأسعار ويرتفع الحجم، فهذا يشير إلى الطمع. وإذا انخفض حجم التداول أثناء انخفاض السعر، فهذا يشير إلى الخوف والتردد.

3. المعنويات على وسائل التواصل الاجتماعي (15%)

يتتبع المؤشر الإشارات على تويتر ومعدلات المشاركة في علامات التصنيف المتعلقة بالعملات المشفرة. وغالبًا ما يعكس الارتفاع في المشاركات الإيجابية أو التفاعل المكثف الطمع المتزايد، بينما تشير المعنويات الهادئة أو السلبية إلى الخوف.

4. استبيانات الرأي (15%) - متوقفة مؤقتًا حاليًا

في السابق، كانت استبيانات الرأي الأسبوعية تستخدم لقياس الرأي العام في السوق. وفي حين تم إيقاف هذا العامل مؤقتًا في الوقت الحالي، فقد استخدم لإضافة منظور مجتمعي إلى المؤشر.

5. هيمنة البيتكوين (10%)

يلقي هذا نظرة على حصة عملة البيتكوين من إجمالي سوق العملات المشفرة. وعندما تزداد الهيمنة، فإنها تشير إلى أن المستثمرين ينقلون الأموال بعيدًا عن العملات البديلة إلى عملة البيتكوين - وهي خطوة خوف كلاسيكية. وانخفاض الهيمنة يعني زيادة الرغبة في المخاطرة (الطمع).

6. Google Trends (10%)

يقيس هذا عدد المرات التي يبحث فيها الأشخاص عن مصطلحات معينة في مجال العملات المشفرة. يُظهر الارتفاع الكبير في عمليات البحث مثل "تحطم البيتكوين" خوفًا متزايدًا، بينما يعكس الاهتمام المتزايد بعبارات مثل "شراء بيتكوين" الطمع والتفاؤل.

وتُمزج كل هذه المكونات في رقم واحد يهدف إلى العمل كمقياس للمعنويات - يخبرك ما إذا كان السوق حارًا مع الطمع أو باردًا مع الخوف.

فهم درجات الخوف والطمع

يمنح مؤشر الخوف والطمع للعملات المشفرة درجة تتراوح بين 0 و100، ويمثل كل نطاق مستوى مختلفًا من معنويات السوق:

● 0–24: الخوف الشديد

السوق في حالة من الذعر. من المحتمل أن تكون الأسعار قد انخفضت، ويبيع العديد من المتداولين بدافع الخوف. وقد يشير هذا إلى فرصة شراء محتملة، حيث قد يكون السوق في ذروة البيع.

● 25–49: الخوف

لا تزال المعنويات سلبية، ولكنها ليست بالكثافة نفسها. المستثمرون حذرون وغير متأكدين. غالبًا ما تتبع هذه المرحلة الانخفاضات الأخيرة في الأسعار أو الأخبار السلبية.

● 50: محايد

لا يسيطر الخوف ولا الجشع. قد يكون السوق متماسكًا، وينتظر المتداولون عمومًا رؤية ما سيحدث بعد ذلك.

● 51–74: الجشع

يسيطر التفاؤل على السوق. قد تتجه الأسعار نحو الارتفاع، وأصبح المتداولون أكثر ثقة. كما يمكن للجشع أن يقود المسيرات - ولكنه أيضًا يمهد الطريق لعمليات التراجع المفاجئة.

● 75–100: الطمع الشديد

السوق متفائل. يبدو أن الجميع يشترون، نسبة الخوف من فوات الفرصة مرتفع، وربما ارتفعت الأسعار بسرعة. وغالبًا ما تكون هذه علامة تحذير على احتمال حدوث تصحيح.

ولا يتنبأ المؤشر بحركات الأسعار الدقيقة، ولكنه يساعدك على التعرف على الوقت الذي قد يبالغ فيه الجمهور في رد فعله. كما يمكن أن تساعدك معرفة الدرجة في تحديد ما إذا كنت تريد توخي الحذر أو الاستفادة من الفرص التي قد يفقدها الآخرون.

استخدام مؤشر الخوف والجشع للتداول العملات المشفرة

إن مؤشر الخوف والطمع للعملات المشفرة ليس مثيرًا للاهتمام فقط - بل يمكن أن يكون في الواقع أداة مفيدة في تشكيل استراتيجيتك في التداول، خاصة إذا كنت قد بدأت للتو. وفيما يلي بعض الطرق الذكية لاستخدام المؤشر:

1. اتبع القاعدة المناقضة: "كن جشعًا عندما يشعر الآخرون بالخوف"

واحدة من أكثر الطرق شيوعًا لاستخدام المؤشر هي كمؤشر مناقض. عندما تكون الدرجة في منطقة "الخوف الشديد" (أقل من 25)، فهذا يعني غالبًا أن السوق في ذروة البيع وقريب من الارتداد المحتمل. وقد يكون هذا هو الوقت المناسب للبحث عن فرص الشراء. وعلى الجانب الآخر، إذا أظهر المؤشر "الجشع الشديد" (فوق 75)، فقد يعني ذلك أن السوق في منطقة ذروة الشراء ويستعد للتصحيح - لذلك قد يكون الوقت قد حان لجني الأرباح أو تشديد إدارة المخاطر.

2. استخدمه لإدارة عواطفك

يمكن أن يكون تداول العملات المشفرة عاطفيًا، خاصة عندما تتأرجح الأسعار بشكل كبير. ويساعدك التحقق من المؤشر على التراجع والسؤال: "هل أتفاعل مع السوق أم أتبع الحشد؟" وإذا كنت تشعر برغبة في الشراء أثناء الجشع الشديد أو البيع بدافع الذعر أثناء الخوف الشديد، فقد يكون المؤشر هو أداة التحقق من الواقع.

3. استخدامه كأداة مكملة مع أدوات أخرى

يكون المؤشر أكثر فائدة عند دمجه مع مؤشرات أخرى. فعلى سبيل المثال، إذا أظهر التحليل الفني ارتفاعات محتملة ولكن المؤشر يومض "طمع شديد"، فيمكنك الانتظار أو استخدام أمر إيقاف الخسارة الأكثر إحكامًا. أو إذا بدا الرسم البياني في منطقة ذروة البيع وأظهر المؤشر "الخوف الشديد"، فقد يعزز ذلك اقتناعك بالدخول.

4. حدد أوقات الدخول والخروج بشكل أكثر ذكاءً

على الرغم من عدم قدرة أي أداة على التنبؤ بالارتفاعات والانخفاضات بشكل مثالي، إلا أن المؤشر يمنحك نظرة ثاقبة لما يشعر به الجمهور. كما يمكنك استخدام هذه المعلومات لتجنب مطاردة الضجيج أو البيع في وقت مبكر جدًا. وحتى مجرد التحقق منه يوميًا يمكن أن يساعدك على بناء عادات أكثر انضباطًا وأقل عاطفية.

الخوف والطمع والسوق: دروس من التاريخ

يصبح مؤشر الخوف والطمع للعملات المشفرة ذا قيمة خاصة عندما ننظر إلى كيفية تصرفه خلال بعض أهم اللحظات في تاريخ العملات المشفرة. وتوضح هذه الأمثلة الحقيقية كيف أن معنويات السوق غالبًا ما تتأرجح إلى أقصى الحدود العاطفية - وكيف يمكن لهذه الظواهر المتطرفة أن تشير إلى نقاط تحول رئيسية.

1. مارس 2020 - الخوف الشديد أثناء تحطم فترة كورونا

في مارس 2020، انهارت الأسواق العالمية بسبب الانتشار المفاجئ لفيروس COVID-19. وانخفضت عملة البيتكوين من أكثر من 9000 دولار إلى أقل من 5,000 دولار في أيام فقط. وانخفض المؤشر إلى أقل من 10، مما يشير إلى الخوف الشديد. وكان العديد من المتداولين يبيعون بالذعر. ولكن بعد فوات الأوان، كان هذا الخوف يمثل واحدة من أفضل فرص الشراء في العقد - ستستمر عملة البيتكوين في كسر أعلى مستوياتها على الإطلاق في غضون عام.

2. نوفمبر 2021 - الطمع الشديد في ذروته

عندما وصلت عملة البيتكوين إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 69,000 دولار تقريبًا في نوفمبر 2021، كان المؤشر عميقًا في طمع شديد حيث أظهر قراءات أعلى من 80. وبدا الجميع واثقين من أن الأسعار ستستمر في الارتفاع. وكانت وسائل التواصل الاجتماعي مليئة بالتوقعات الصاعدة، وكانت المضاربة على العملات البديلة في ذروتها. وبعد فترة وجيزة، انعكس السوق ودخل مرحلة هبوط طويلة.

3. يونيو 2022 - الخوف من الانخفاض في السوق الهبوطي

بعد انهيار Terra (LUNA) وCelsius ومنصات أخرى، كان السوق في حالة من الفوضى. وانخفض سعر البيتكوين إلى أقل من 20,000 دولار، وانخفض المؤشر مرة أخرى إلى مستويات الخوف الشديد، حيث وصل إلى 6. كما فقد العديد من المستثمرين الثقة. ومع ذلك، شكلت هذه الفترة المظلمة في نهاية المطاف قاع السوق، مع بدء التعافي البطيء في أوائل عام 2023.

وتثبت هذه اللحظات درسًا رئيسيًا: الجمهور غالبًا ما يكون مخطئًا في أقصى الحدود. وعندما يهيمن الخوف، قد يكون ذلك إشارة للبحث عن القيمة. وعندما يسيطر الطمع قد يكون الوقت قد حان للتفكير بحذر.

الخوف والطمع مقابل مؤشرات معنويات السوق الأخرى

يُعد مؤشر الخوف والطمع للعملات المشفرة مرآة رائعة لمعنويات السوق - ولكنه ليس الطريقة الوحيدة لقياس المعنويات. وإذا كنت ترغب في الحصول على صورة كاملة، فمن المفيد مقارنتها بالأدوات والمؤشرات الأخرى التي يستخدمها المتداولون غالبًا.

1. مؤشر بؤس البيتكوين (BMI)

يركز مؤشر بؤس البيتكوين (BMI) الذي أنشأته Fundstrat، على مدى "سعادة" أو "بؤس" مالكي بيتكوين استنادًا إلى السعر والتقلبات. ويشير مؤشر BMI المنخفض (أقل من 27) إلى البؤس - وربما يكون الوقت المناسب للشراء. كما يشير مؤشر BMI المرتفع (فوق 67) إلى السعادة، مما قد يعني ارتفاع درجة حرارة السوق.

2. المقاييس على السلسلة

يمكن أيضًا تتبع المعنويات من خلال بيانات البلوكتشين، مثل عدد العملات التي تنتقل من وإلى المنصات. فعلى سبيل المثال:

● غالبًا ما تعني تدفقات المنصات المرتفعة أن الناس يستعدون للبيع - الخوف.

● التدفقات الخارجة المرتفعة تشير إلى الاحتفاظ طويل الأجل - الثقة أو الطمع.

تبحث الأدوات الأخرى الموجودة على السلسلة في نشاط المحفظة أو حركة العملات الخاملة أو سلوك "الحيتان" (يقوم مالكو العملات الكبار بحركات كبيرة).

3. بيانات سوق المشتقات

يشاهد المتداولون أيضًا:

● معدلات التمويل على منصات العقود الآجلة (إيجابية = صعودية/طمع، سلبية = هبوطية/خوف)،

● الفائدة المفتوحة (الارتفاع خلال الاتجاهات الصعودية قد يُظهر الثقة المفرطة)،

● نسب البيع/الشراء (تُستخدم أكثر في الأسواق التقليدية، ولكن ينطبق المنطق نفسه).

تساعد هذه المؤشرات في قياس ضغط المضاربة والرغبة في المخاطرة.

4. أدوات الاستماع الاجتماعية

تستخدم بعض المنصات الذكاء الاصطناعي أو معالجة اللغة الطبيعية لفحص منصات تويتر وReddit وتليجرام والمقالات الإخبارية لقياس كيفية حديث الناس عن العملات المشفرة. وتتبع نسبة المعنويات الإيجابية مقابل المعنويات السلبية، وغالبًا ما يتم تحديثها في الوقت الفعلي.

وفي حين أن مؤشر الخوف والطمع بسيط وسهل القراءة، فإن دمجه مع هذه الأدوات الأخرى يمكن أن يمنحك رؤية أوضح بكثير عن موقف السوق حقًا. وعليك التفكير في الأمر مثل قراءة الطقس: تخبرك إحدى الأدوات أنه يسقط مطر، ولكن التحقق من بعض الأدوات الأخرى يؤكد أن العاصفة حقيقية.

معلومات ختامية

يُعد مؤشر الخوف والطمع للعملات المشفرة أداة بسيطة لكنها قوية تساعدك على فهم ما يشعر به السوق - سواء أكان يعاني من الذعر أو مدفوعًا بالإثارة. وبالنسبة للمتداولين المبتدئين، فإنه يوفر طريقة سريعة لقياس المعنويات العامة وتجنب اتخاذ قرارات عاطفية. وعند استخدامه بحكمة، يمكن أن يساعدك في التعرف على الوقت الذي قد يكون فيه السوق خائفًا جدًا (ربما فرصة شراء) أو طمع جدًا (وقت الحذر).

ومع ذلك، لا ينبغي أن يوجه أي مؤشر واحد استراتيجيتك بالكامل. كما يعمل المؤشر بشكل أفضل عند دمجه مع أدوات أخرى مثل التحليل الفني وأخبار السوق والبيانات على السلسلة. استخدمه كبوصلة - وليس كرة بلورية - ويمكن أن يصبح جزءًا مهمًا من روتينك في التداول. ففي سوق تحكمه العواطف، يعد الحفاظ على الهدوء والاطلاع أحد أفضل المزايا التي يمكنك الحصول عليها.

انقر هنا للتحقق من مؤشر الخوف والطمع للعملات المشفرة المباشر واتخاذ قرارات أكثر ذكاءً اليوم!

إخلاء المسئولية: الآراء الواردة في هذه المقالة مُعدّة لأغراض إعلامية فقط. ولا تشكل هذه المقالة دعمًا لأي من المنتجات والخدمات المذكورة، كما أنها لا تقدم نصائح استثمارية أو مالية أو للتداول. كما يجب استشارة المهنيين المؤهلين قبل اتخاذ القرارات المالية.